الأذكار والسنن التي تفعل قبل النوم؟

0 206

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أريد أن أقرأ المعوذات على نفسي قبل النوم، وكل ما يمكن أن يحميني من العين والحسد، ما هي المعوذات؟ ما الذي أقوله؟ وهل هناك أفعال معينة يجب أن أقوم بها؟ وهل هناك أشياء أخرى أستطيع أن أقرأها على نفسي؟ وما هي الأدعية التي من المفضل أن أقرأها قبل النوم؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاطف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يقال: المعوذات، والمعوذتان، ويقصد بهما سورة الفلق وسورة الناس، والمعوذتان من أعظم سور القرآن، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث ابن أبي حازم عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط، قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس).

وفي لفظ آخر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: (ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون؟ ... قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس) [رواه النسائي].

وعن أبي سعيد قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما) [رواه الترمذي].

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه، نفث في كفيه بقل هو الله أحد وبالمعوذتين جميعا، ثم يمسح بهما وجهه، وما بلغت يداه من جسده قالت عائشة: فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به. [رواه البخاري].

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل أفعالا ويقول أذكارا كلها نافعة وعاصمة، منها عند البخاري عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه، وقرأ بالمعوذات، ومسح بهما جسده.

وروى مسلم عن البراء بن عازب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا أخذت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم إني أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، واجعلهن من آخر كلامك، فإن مت من ليلتك، مت وأنت على الفطرة قال: فرددتهن لأستذكرهن فقلت: آمنت برسولك الذي أرسلت) قال: (قل: آمنت بنبيك الذي أرسلت). زاد في رواية: (وإن أصبح أصاب خير).

وعن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا أخذ مضجعه قال: اللهم باسمك أحيا، وباسمك أموت وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا، وإليه النشور [رواه مسلم].

وعن عبد الله بن عمر، أنه أمر رجلا، إذا أخذ مضجعه قال: اللهم خلقت نفسي وأنت توفاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها، اللهم إني أسألك العافية فقال له رجل: أسمعت هذا من عمر؟ فقال: من خير من عمر، من رسول الله صلى الله عليه وسلم. [رواه مسلم].

وعن سهيل، قال: كان أبو صالح يأمرنا، إذا أراد أحدنا أن ينام، أن يضطجع على شقه الأيمن، ثم يقول: اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر وكان يروي ذلك عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. [رواه مسلم].

وعن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا أوى أحدكم إلى فراشه، فليأخذ داخلة إزاره، فلينفض بها فراشه، وليسم الله، فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه، فإذا أراد أن يضطجع، فليضطجع على شقه الأيمن، وليقل: سبحانك اللهم ربي بك وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي، فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين). [رواه مسلم].

وعن علي، أن فاطمة، اشتكت ما تلقى من الرحى في يدها، وأتى النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فانطلقت، فلم تجده ولقيت عائشة، فأخبرتها فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم، أخبرته عائشة بمجيء فاطمة إليها، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلينا، وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا نقوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (على مكانكما) فقعد بيننا حتى وجدت برد قدمه على صدري، ثم قال: (ألا أعلمكما خيرا مما سألتما، إذا أخذتما مضاجعكما، أن تكبرا الله أربعا وثلاثين، وتسبحاه ثلاثا وثلاثين، وتحمداه ثلاثا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم) [رواه مسلم].

وإليك بعض التعويذات التي ذكرها ابن القيم في زاد المعاد قال:

فمن التعوذات والرقى:
• الإكثار من قراءة المعوذتين، وفاتحة الكتاب، وآية الكرسي.

• ومنها التعوذات النبوية، نحو: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) فإن من نزل منزلا وقال هذا الدعاء لم يضره شيء، حتى يرتحل من منزله ذلك. [رواه مسلم.

• ونحو: (أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة) فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين، ويقول: (إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق) [رواه البخاري].

• ونحو: (أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير، يا رحمن) [رواه أحمد].

• ومنها إذا فزعت في نومك فقل: (أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون) فإنها لن تضرك. [رواه الترمذي].

• ومنها أن تقول عند مضجعك: (اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم، وكلماتك التامة، من شر ما أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت تكشف المغرم والمأثم، اللهم لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد سبحانك وبحمدك) [رواه أبو داود].

• ومنها (أعوذ بوجه الله العظيم، الذي ليس شيء أعظم منه، وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، وبأسماء الله الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم، من شر ما خلق وبرأ وذرأ، ومن شر كل ذي شر لا أطيق شره، ومن شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، إن ربي على صراط مستقيم).

• ومنها: (اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم، لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم) فإن من قال هؤلاء الكلمات في ليل أو نهار لم يضره شيء. أو من قالهن حين يصبح لم تصبه مصيبة حتى يمسي، ومن قالهن حين يمسي لم تصبه مصيبة حتى يصبح [رواه الطبراني عن أبي الدرداء].

وقاك الله كل مكروه، وحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين، وجنبنا الله وإياك الفتن والشرور ما ظهر منها وما بطن.

مواد ذات صلة

الاستشارات