هل مشاهدة المواقع الإباحية تتلف خلايا الدماغ؟

0 291

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كان هناك سؤال طرحته سابقا، ولكن لم تتم الإجابة عليه بوضوح، والسؤال موجه للدكتور محمد عبد العليم استشاري الطب النفسي جزاه الله خيرا.

بالنسبة للمواقع الإباحية، كان هناك تقرير عنها من جامعة بريطانية تعرف بكامبردج يذكر أن لها نفس تأثير المخدرات، والتقرير موجود على العديد من المواقع والقنوات الإخبارية، وأرجو الرجوع إليه.

وسؤالي عن تأثيرها، وعن الدوبامين، وعن خلايا المخ التالفة، على حسب التقرير هل تعود كما كانت؟ وكيف تعود والخلايا العصبية تلفت حسب التقرير؟ وما هو الدوبامين؟

وأريد إيضاحا للتقرير؛ حيث أنا قلق جدا، لأني وقعت في وحلها، ولكن أقلعت عنها منذ شهرين، فهل سأتعافى منها تماما -إن شاء الله- لأعود صحيحا؟ يعني لو عملت رنينا مغناطيسيا؛ فهل ستكون خلايا دماغي تالفة؟ وما المدة اللازمة للتعافي؟ وكيف أتخلص من الخيالات الجنسية التي تأتيني من حين لآخر؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdo حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك – أخي الكريم – على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.

أنا لم أطلع على التقرير الذي أشرت إليه – أخي الكريم – لكن الأمر معروف جدا أن المواقع الخلاعية أو الإباحية يدمن الكثير من الناس عليها ممن يرتادونها، لأن الإنسان يستسهل الأمر جدا مع نفسه، ويحس بالكثير من اللذة والارتياح، وبالفعل يحدث نشاط كامل لمركز الدماغ المعروف بـ (مركز المردود الإيجابي) وهذا المركز تؤثر عليه ومضات كهربائية، تؤثر عليه إفرازات كيميائية، وقطعا مادة الـ (دوبامين Dopamine) تعتبر هي المادة المحفزة للسلوك الإدماني أيا كان نوعه.

فالأمر متفق عليه – أخي الكريم – ولا شك في ذلك.

أما بالنسبة عن موضوع خلايا المخ التالفة: لا نستطيع أن نقول أنه يحدث تلف لخلايا المخ، خاصة التي من وظائفها التحكم أو الإفراز أو ضبط الموصلات العصبية والتي على رأسها الدوبامين.

الذي يحدث - أيها الفاضل الكريم – نوع من الخمول والتعطيل الوقتي، لكن الخلايا في مكوناتها التشريحية تظل كما هي، ونشاطها وخمولها يعتمد اعتمادا كليا على المؤثرات الخارجية والاستشعار النفسي الداخلي. فالأمر في غاية الوضوح -أخي الفاضل الكريم-.

الذي أحب أن أؤكده لك أن جميع أنواع الإدمان حين يقلع عنها الإنسان يحدث هنالك نوع من الترميم التلقائي لخلاياه الدماغية، ولنفسه، ولوجدانه، وتتطور منظومته القيمية أيضا، وهذا هو المهم جدا في مقاومة الإدمان.

أخي الكريم: الرنين المغناطيسي لا يوضح أي شيء، هذه الخلايا أدق كثيرا من أن تفحص عن طريق الرنين المغناطيسي، لكن يوجد نوع من الرنين المغناطيسي يسمى (الرنين المغناطيسي الوظائفي)، هذا قد يوضح حركة الكيميائيات، وحركة السكريات، وتدفق الدم في بعض المناطق الدماغية، والعلماء لهم مقاساتهم المعروفة فيما يتعلق برصد حركة كهرباء الدماغ وتدفق الدم ومستوى السكريات، وعلى ضوئها يحددون مدى نشاط الدماغ في تلك المنطقة المعينة.

أخي الكريم: أنا أهنئك على إقلاعك عن مشاهدة المواقع الخلاعية والإباحية الفاضحة، والتخلص من الخيالات الجنسية يكون بالتدبر، والتأمل، والتفكر، والارتقاء والسمو بالنفس، وأن يحرر الإنسان نفسه من استعباداتها، وبما أن العلماء قد حتموا – علماء السلوك حتى من الغربيين – أن المتناقضات لا تلتقي في كيان وحيز معرفي واحد، لأنه لا يمكن أن أملأ خيالي بالعلم والقيم والدين وفي ذات الوقت يكون هناك مجال للخيال في الأمور الجنسية الساقطة، لأن حتمية الأمور ووقعيتها تقول إن المتناقضات لا تلتقي، يعني لا يوجد حيز واحد يجمعهما، على ضوء ذلك تستطيع أن تتغير، ويمكنك أن تتأمل وتتفكر في زوجة المستقبل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات