إخفاء حفظ القرآن عن الناس خوف الرياء

0 244

السؤال

هل يمكن إخفاء حفظ القرآن عن الناس، أي أن يكون عملا بين الإنسان وربه؟ وهل إذا قام أحدهم بسؤال شخص يحفظ القرآن سرا عن حفظه للقرآن يمكن لهذا الشخص الإجابة بالنفي؟ فهو عمل بينه وبين الله، ولا يريد إخبار أي أحد به، ويخاف إذا قال أن يشعر أن فيه من الرياء والنفاق -أي يحفظ من أجل أن يقول الناس أنه حافظ، وليس من أجل الله عز وجل-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عاطف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

وفقك الله –أيها الولد الحبيب– لكل خير، وأعانك على كل بر، ويسر لك حفظ القرآن والعمل به.

لا يخفى عليك –أيها الحبيب– أن حفظ القرآن من خير الأعمال وأجلها عند الله تعالى، وبه ينال الإنسان المراتب العالية، والعمل الصالح عموما الأفضل للإنسان أن يخفيه، وأن يجعله فيما بينه وبين الله، إلا بما شرع الله تعالى إظهاره كصلوات الفرائض في جماعة، وكذا الصلوات التي شرع الله إظهارها، والفرائض الأخرى التي شرعها الله تعالى أن تكون علنا، وما عدا ذلك فالإخفاء أسلم وأبعد عن الرياء، ولذا إذا أمكن للإنسان أن يخفي عمله، فهذا أفضل، ولكن عليه أن يحذر من أن يصده الشيطان عن الخير ويخوفه من الرياء، ويزين له ترك العمل الصالح؛ ليبتعد عن الرياء، فالشيطان له طرائق عديدة، وهو متفنن في إغواء الناس، فهو يشم قلب العبد، وينظر ما الذي يغلب عليه، ثم يأتيه من ذلك الباب، فمن رأى فيه الحرص على الإخلاص والبعد عن الرياء جاءه من باب ترك العمل خشية الرياء وحتى لا يقع فيه، وهذا خطأ، فإن السلف قد قالوا: (العمل من أجل الناس شرك، وتركه من أجل الناس رياء).

فيحذر المؤمن من الوقوع في الرياء، ولكن يحذر أيضا من أن يجره هذا الحذر إلى ترك العمل بالكلية، فيجاهد نفسه بقدر الاستطاعة على أن يفعل الفعل ويعمل العمل ابتغاء وجه الله وطلبا لثوابه، ومما يعينه على ذلك أن يعلم بأن الناس لا يضرون ولا ينفعون، ولا يخفضون ولا يرفعون، بل الذي فعل ذلك كله إنما هو الله وحده.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات