أشعر بصعوبة الضحك وسرعة ضربات القلب أمام الناس

0 167

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السادة الأفاضل: عمري (21) سنة، وأعاني من كثرة التفكير، وعدم تقديري لذاتي، ومشكلتي هي صعوبة في الضحك، وعندما أضحك أحس بوجهي يرتجف، وأتوقف عن الضحك أمام الأشخاص غير القريبين مني حتى منهم أقاربي، وفي بعض الأحيان لا أضحك؛ خوفا من أن تظهر هذه الارتجافات للناس.

في المواقف الصعبة مثل التحدث أمام الناس، وإمامة الناس في الجامع أستطيع تأديتها، ولكن مع وجود زيادة في دقات القلب سريعة جدا.

أرجو أن تجدوا لي حلا من هذا المرض الذي أتعبني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

موضوع صعوبة الضحك -أيها الفاضل الكريم-: الضحك هو انعكاس لحالة مزاجية، والضحك لا يمكن أن يمثل، ولا يمكن أن يصطنع، الضحك هو تعبير عن خلفية مزاجية انشراحية، وقد يكون لحظيا في معظم الأحيان، والناس تتفاوت في درجة ضحكهم، وأنا أريدك أن ترجع وتطلع على ما ورد في السنة المطهرة بخصوص الضحك، يجب أن يكون هنالك انضباطا اجتماعيا في موضوع الضحك، ولا أريدك أن تراقب نفسك كثيرا، أنت لديك بعض الأعراض القلقية هي التي جعلتك تتوجس حول الضحك.

وخوفك أنك مراقب من قبل الآخرين لأنك تعاني من الخوف الاجتماعي –كما عبرت عن ذلك في السطر قبل الأخير في استشارتك- هذا جعلك تجسم وتضخم وتوسوس حول ما أسميته بصعوبة الضحك.

فتجاهل الموضوع تماما، واطلع على ما ورد في السنة المطهرة، وأريدك أن تمارس التمارين الرياضية، والتمارين الاسترخائية بكثافة شديدة، وعليك أن تعرض نفسك للمواقف الاجتماعية باستمرار، أقدم على الصلاة مع الجماعة، وإن كنت ترى نفسك أهلا للإمامة والصلاة بالناس وقد قدمك المصلون فليس هناك ما يجعلك أن تتردد في هذا الأمر، وما يأتيك من مشاعر قلق بسيط، هذا نسميه بقلق الدافعية، قلق الأداء، قلق الإنتاجية، وهو قلق مرغوب فيه، وحتى إن زاد تضارب القلب وتسارع في بداية الأمر، هذا لا بأس به أبدا.

وعليك أن تعيش وضعا تمثيليا حول هذه المواقف، يعني تتخيل أنك موجود في المسجد، والمسجد ما شاء الله مليء بالمصلين، وأصر الناس أن تصلي بهم، عش مثل هذه المواقف في خيالك، وعرض نفسك لها، وهذا التعريض في الخيال له فوائد كثيرة جدا.

المهارات الاجتماعية أيضا تتطور من خلال الزيارات الاجتماعية، الذهاب إلى الأسواق، تلبية الدعوات، زيارة المرضى في المستشفيات، الانخراط مع زملائك في أي جمعية خيرية أو ثقافية أو دعوية، أي نشاط من هذا القبيل سوف يفيدك كثيرا.

هنالك دواء بسيط جدا يعرف تجاريا باسم (إندرال Inderal) ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol) لا يحتاج لوصفة طبية، وهو دواء يحجم كثيرا من تسارع ضربات القلب في حالة الخوف الاجتماعي. الدواء لا يسمح باستعماله للذين يعانون من مرض الربو أو الحساسية في الصدر، بخلاف ذلك فهو دواء بسيط جدا، الجرعة هي عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة أسبوعين، ثم يمكنك التوقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات