أمنيتي أن أعيش حياتي بدون الخوف الاجتماعي، فكيف؟

0 132

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على إجابتكم لي على سؤالي الماضي، لكن لدي مشكلة هي أنني لا أستطيع مواجهة الناس، وكسر الحاجز؛ لأن مجتمعنا يأخذ الانطباع الأول عنك، أنا أعاني من الرهاب الاجتماعي، أمنيتي أن أعيش حياتي من دونه، فقد حرمني أمورا كثيرة في حياتي، لا أستطيع التحدث أمام الناس وهم ينظرون لي، ولا الوقوف أمامهم؛ أصاب برجفة في اليدين والرجلين، وخفقان في القلب، وتعرق وأبلع ريقي.

المشكلة أني مقبل على وظيفة تتطلب مقابلة الجمهور، ساعدوني -جزاكم الله خيرا- مع العلم أن هذا شيء موجود في أغلب إخواني.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في اسلام ويب.

قام الأخ الدكتور علي التهامي بالإجابة على استشارتك التي تحت رقم (2288187)، وأنا أود أن أثمن وأشجعك على الممارسات السلوكية التي حدثك عنها الأخ الدكتور علي جزاه الله خيرا.

أيها الفاضل الكريم، التغيير يأتي منك أنت، تحقير فكرة الخوف مهمة جدا، أنت لست أقل من الآخرين، الناس سواسية - أيها الفاضل الكريم - ولا شك في ذلك، فلا تحقر نفسك، وترفع من شأن الآخرين دون أي مبرر، وعليك بالممارسات الاجتماعية المتكررة، وصلاة الجماعة في المسجد من أفضل أنواع النشاط الذي يؤدي إلى التخلص من الخوف الاجتماعي، بجانب خيري الدنيا والآخرة -إن شاء الله تعالى- فاحرص على الصلاة في المسجد مع الجماعة، واحرص على أن تكون في الصف الأول.

أريدك أيضا أن يكون لك برامج رياضية منتظمة، وتمارس الرياضة مع بعض أصدقائك مثل كرة القدم أو الجري أو المشي أو أي رياضة جماعية أخرى.

ولا بد أن تحدد يوميا على الأقل نشاطين اجتماعيين تقوم بهما، مثلا: زيارة المريض، زيارة أحد الأرحام، الذهاب إلى أحد المجمعات التجارية... هذه ليست أمورا صعبة - أيها الفاضل الكريم - فلا بد أن تحفز نفسك، ولا بد أن تدفع نفسك، واعلم - أخي الكريم - {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

التمارين الاسترخائية مفيدة جدا، مهمة جدا، وأنا أعتقد أن العلاج الدوائي أيضا مطلوب في حالتك، الأدوية تمهد للإنسان أن يطبق التطبيقات السلوكية، والأدوية المضادة للرهاب الاجتماعية موجودة الآن - بفضل الله تعالى - ومن أفضلها عقار (زولفت Zoloft) و(زيروكسات Seroxat)، لكن قطعا الدواء لا يسمح باستعماله لمن هم دون العشرين عاما، فإن كان عمرك أكثر من عشرين عاما فلا مانع أن تستعمل الزولفت بجرعة صغيرة، والزولفت يسمى علميا (سيرترالين Sertraline)، وجرعته هي أن تبدأ بخمسة وعشرين مليجراما (نصف حبة) تتناولها ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك تجعلها حبة كاملة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

عليك بالتطبيق - أيها الفاضل الكريم - وأنا متأكد أنك بعد أسبوعين إلى ثلاثة من بداية تناول الدواء يمكنك أن تطبق التطبيقات السلوكية التي تحدث عنها الأخ الدكتور علي التهامي، وما أضفته أنا أيضا في هذا السياق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات