تخلصت من وسواس الفم وظهر وسواس الأنف، ما الحل مع الوساوس؟

0 176

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب أبلغ من العمر 23 عاما، منذ 4 سنوات أصابني ألم شديد في قلبي بشكل فجائي، وكأن هناك من اعتصر قلبي، وشعرت بالموت وكأنني سأموت، وشعرت أنني لا أستطيع التنفس.

راجعت المستشفى في ذلك اليوم 5 مرات، وعملوا لي جميع التحاليل، وكنت سليما فيها -ولله الحمد- ولكني أصبحت أراقب عملية التنفس لدي بشكل متعب.

واستمر بي الحال شهورا، ولم آخذ أي علاج نفسي، ولكن مع الوقت -ولله الحمد- خفت الحالة جدا، وأصبحت أسيطر عليها تماما، ولا تأتيني بأي نوبة هلع.

لكن خلال السنة الأخيرة أصبحت تأتيني وساوس غريبة، كإحساسي بأنني لا أستطيع إغلاق فمي بسبب أن أسناني كبيرة، وشعرت بأنني أريد إغلاق فمي بالكامل، وكانت تأتيني نوبات هلع من هذا الشعور، ولكنه خف أيضا، وأصبحت أسيطر عليه -ولله الحمد-، أما الآن فأتاني وسواس جديد وهو بأنني أرى أنفي طول الوقت -لا أقصد في المرآة- ولا أستطيع أن أحجب الرؤيا عنه، أشعر بأذى تجاه هذا الوساوس الغبي، حتى أنني بدأت أشعر بألم في العين -أنا أراقب أنفي الذي هو فعليا طبيعي جدا، وكل الناس تراه، ولكن تحجب الرؤيا عنه-.

جزاكم الله خيرا على هذا الصرح العظيم، وأتمنى منكم مساعدتي جملة وتفصيلا، لأنني لست من الناس الذين يرغبون بالتداوي بالعلاج الدوائي، فإن كان هناك طرق وتمارين فشكرا لكم، ولا مانع من ذكر الدواء في حال يستفيد الغير من نفس حالتي.

جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رياض حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

أنت أصلا لديك قلق، والقلق طاقة نفسية مهمة للإنسان، لكن حين يسير في الطريق الخطأ يؤدي إلى إشكالات كالوساوس وكالمخاوف وكالتوترات، وبعد ذلك يصبح الإنسان في دوامة التوجس.

أنت بالطبع لديك أيضا نوع من المخاوف الوسواسية ذات طابع خاص جدا، وهي وساوس التخوف من التشوه.

تحدثت عن وسواس أنك لا تستطيع إغلاق فمك، وتحدثت عن وسواس أنك تنظر إلى أنفك طول الوقت، ولا تستطيع أن تحجب الرؤيا، هذا كله قلق وسواسي توتري، ويعالج كما نقول للناس دائما أن تتجاهلوا مثل هذه الأعراض، ألا تركزوا عليها، والفكرة قد تأتيك مرات ومرات، لكن من خلال الإصرار على تجاهلها في كل مرة سوف تضعف الفكرة، ولا تناقشها وتحللها وتتبعها -يعني موضوع رؤية الأنف هذه- قلص الفكرة من خلال تجاهلها، ولا تعطها اهتماما، ولا تنظر إلى نفسك في المرآة، ولا تحاول أبدا أن تذهب إلى طبيب أنف أو طبيب تجميل أو شيء من هذا القبيل.

إذا المبدأ العام مبدأ التجاهل والتجاهل التام، وهذا هو التمرين السلوكي الرئيسي.

والأمر الآخر هو: أن تشغل نفسك، ألا تدع مجالا للفراغ، والوساوس، والمخاوف، القلق يهيمن على الإنسان حين يكون في حالة فراغ -فراغ زمني، فراغ فكري- فلا يستفيد من وقته، فأشغل بما يفيدك.

عليك أن تتواصل اجتماعيا، تكثر من التواصل الاجتماعي، وتجتهد في دراستك، هذا أيضا فيه خير كثير لك.

بما أنك تعيش في بريطانيا فيمكنك أن تذهب إلى طبيب الأسرة ليصف لك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف والوساوس، هنالك عقار يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) يعتبر جيدا ومثاليا في حالتك، والحمد لله تعالى معظم الأطباء العموميين وأطباء الأسرة في بريطانيا لديهم خبرة واسعة جدا في طب النفس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات