هل هناك هرمون له علاقة بعزيمة الإنسان وتحركه؟

0 152

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب لدي الكثير من الهموم لنفع نفسي ونفع أمتي، وحاليا أقدم بعض الأشياء وأدير إحدى الجهات الخيرية وهناك نتائج طيبة، إلا أني غير راض عن نفسي وعن إنجازاتي, فأنا أجد أن عندي من المقومات الشيء الذي يجعلني أقدم الكثير لي ولأهل بيتي، وللعمل الخيري والدعوي, وأرى أن الضائع من وقتي أكثر من المستغل.

مشكلتي تتمثل في التسويف، وعدم المبادرة بالقيام بالأعمال، حيث لدي الكثير من المشاريع والأفكار سواء التجارية أو الخيرية, فأجد مثلا أنني منذ فترة وأنا أريد أن لا أنام فترة الصباح، وأن أسعى في الأرض، ولكن لا أدري ما الذي يمنعني ويعيقني, عندما أسأل نفسي لا أجد الجواب.

الشاهد أنني كنت جالسا في مجلس الأسبوع الماضي وقال أحد الحاضرين معلومة شدتني كثيرا، وأحببت أن أتأكد من المختصين, قال: هناك هرمون له علاقة بعزيمة الإنسان وتحركه، بحيث لو نقص هذا الهرمون قد يصل الإنسان إلى مرحلة من الكسل لا يستطيع معها فعل أي شي!

سؤالي: هل هذه المعلومة صحيحة أو تحتمل الصحة؟ إن كانت كذلك فما هو هذا الهرمون؟ وكيف أستطيع فحصه؟ وكيف أستطيع تنشيطه؟

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.
أخي الكريم: جزاك الله خيرا على اختراطك في العمل الخيري، فأسأل الله تعالى أن يكتب لك الأجر، ولا بد -يا أخي الكريم- أن تحفز نفسك من خلال هذا الإنجاز، كل ما تقدمه من خير للناس يجب أن يكون حافزا لك للمزيد من أفعال الخير، ولا بد أن تشعر بالمردود النفسي الإيجابي، هذا من حقك -أيها الفاضل الكريم- فمكافأة النفس وتعزيز المشاعر الإيجابية فيها تأتي من خلال استشعار ما قمت به من عمل خيري.

أيها الفاضل الكريم: بالنسبة لموضوع التردد والتسويف وهذه الأمور موجودة لدى الناس، لكن بشيء من العزم والإصرار والحرص على الاستخارة عند التردد أو في كل الأمور، سوف يكون أمرا حاسما جدا لعلاج هذه المشكلة، ولا بد للإنسان أن يحدد أسبقياته، ولا بد للإنسان أن يستشير في بعض الأمور.

فيا أخي الكريم: ضع لنفسك خارطة ذهنية واضحة، اكتب الواجبات والأشياء التي تود القيام بها في أثناء اليوم، والتزم بالتطبيق التام حسب ما قمت بجدولته، ودائما الإنسان يبدأ بـ {بسم الله الرحمن الرحيم} فهي مفتاح كل خير، فكل أمر ذي بال لا يبدأ باسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر، ولا تكلف نفسك فوق طاقتها.

ويا أخي الكريم: لا تكثر أيضا من التفكير الذي قد يكون في محتواه غير واقعي، مع احترامي الشديد لك بعض الناس تدخل فيما يسمى بأحلام اليقظة، وهذا يؤدي إلى الكثير من الانشطار في التفكير الواقعي.

أخي الكريم: النوم الليلي المبكر، ممارسة الرياضة، تساعد الإنسان في أن تكون أفكاره أفكارا مركزة وأفكار فاعلة، فاحرص على هذا المنهج.

بالنسبة لما ذكر حول هرمون العزيمة: هذا الكلام ليس صحيحا -أخي الكريم- الناس تتكلم عن مادة تعرف باسم (دوبامين Dopamine) يعتبرونها هي مادة المردود الإيجابي، أو المادة المحفزة، لكن لا أعتقد أنها ترفع من عزيمة الناس، هذا الكلام ليس صحيحا، العزيمة تأتي من خلال الإصرار والقصد على أن يفعل الإنسان الشيء، وأن يستشعر قيمته قبل أن يؤديه.

أخي الكريم: الدعاء مهم جدا في حالتك، (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال) الدعاء سلاح عظيم لإزالة الكسل والتوترات وتحسين الدافعية لدى الإنسان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات