نصائح للنظرة الشاذة تجاه النساء وفكرة السلبية حول الجماع

0 265

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله أوقاتك دكتور محمد بكل خير وصحة وعافية.

دكتوري الفاضل: في الأيام الماضية كنت أشعر باضطراب نفسي عجيب تجاه النساء، فعلى سبيل المثال:

إذا رأيت امرأة في الشارع أو في السوق أكتئب ويضيق صدري، وأحمل هما لا أدري ما سببه؟ ويأتي في ذهني أني أريد أن أجامع أي امرأة، وبالتالي أشعر بأني ضعيف أمام الجماع، ويأتي في ذهني أني لن أتزوج، ولن أجامع زوجتي بسبب تفكيري بسلبية الجماع.

فهل من حل أخي محمد؟ فوالله لقد أذهب ابتسامتي هذا الحزن، علما أني شاب غير متزوج، وعمري23 عاما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا الضيق الذي يحدث لك -أيها الفاضل الكريم– في الموقف الذي تحدثت عنه ناتج من قلق نفسي شديد، ينتابك لأنه لديك تأويلات وسواسية حول النساء، وفكرة بأنك تريد أن تجامع أي امرأة هي المكون الوسواسي الواضح جدا، والضيق –كما ذكرت لك– ناتج من انقباضات عضلية شديدة في الصدر، تحدث نتيجة للتوتر النفسي الداخلي، وقلقك في هذه الحالات هو قلق وقتي عارض ومقنع، بمعنى أنه لا يظهر المظهر المعروف للقلق.

ويا أخي الكريم: الذي يظهر لي أن شخصك الكريم مقدر للفضائل، ونفسك -إن شاء الله تعالى-طاهرة وعفيفة وتريد أن تبعد نفسك من دائرة الحرام، وهنا نفسك اللوامة تتسلط عليك بصورة أشد وأعنف مما يولد القلق ومن ثم الوساوس، والوسواس في حد ذاته أيضا يؤدي إلى القلق.

وبعد ذلك تصاب بما يمكن أن نسميه بالتعميم الوسواسي القلقي، فكرة بأنك لم تتزوج ولن تجامع زوجتك بسبب تفكيرك هذا، هي نوع من التعميم أو الانتشار الوسواسي للفكرة التي بدأت ونشأت فقط حين ترى امرأة في الشارع، يعني أن الحدث كان حدثا نفسيا محصورا، لكن نسبة لقلقك ووساوسك أصبح عموميا وشاملا، وأصبحت تعطيه أيضا التفسيرات والتأويلات الوسواسية، والتي هي سلبية وقبيحة المحتوى، حيث الشعور بأنك لن تتزوج، وأنك لن تجامع زوجتك، قطعا هذا شعور مقيت، ينزل على نفسك شيئا من الحزن.

أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تطمئن لتفسيري هذا، وأنا أعرف أنك قد استوعبته، وأريدك أن تحقر هذه الأفكار تماما، وتكثر من الاستغفار، وتستعيذ بالله من الشيطان، هذا الذي يأتيك أمر عارض، ومهما كانت سخافته وحدته فإن الله تعالى سيبطله وسوف يزيله عنك.

إذا استمرت هذه التوترات الداخلية معك يمكن أن تتناول عقار يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) لفترة قصيرة، تبدأ بخمسة مليجراما يوميا لمدة أربعة أيام –أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجراما– بعد انقضاء الأربعة أيام اجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميا لمدة شهر ونصف –أي ستة أسابيع– ثم اجعلها خمسة مليجراما يوميا لمدة أسبوع، ثم خمسة مليجراما يوما بعد يوم لمدة عشرة أيام، ثم توقف عن تناول الدواء.

السبرالكس دواء متميز، وسريع الفعالية للقضاء على القلق الوسواسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات