فقدت ثقتي في نفسي وأعاني من الخوف والشك!

0 143

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، عمري (19) عاما، وكل مشكلتي في هذه الحياة هي أنني فقدت ثقتي في نفسي تماما، ودائما أعاني من الخوف والخجل الشديد لدرجة الرعشة في المناسبات كالأفراح وغيرها، والشك في نفسي، وفي من حولي، وبدون أي أسباب، وينتابني شعور دائما أن من حولي يريد أن يؤذيني، أو أن يستهزئ بي، وينتابني شعور أحس به دوما هو أن شكلي قبيح، وأن الناس تكرهني!

أرجو منكم مساعدتي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

أيها الفاضل الكريم، الثقة في النفس تبنى وتصنع وتعزز، ويأتي بها الإنسان من خلال:

أولا: عدم تحقير ذاتك، وألا تقلل من هيبتها ولا من قيمتها، وأن تدرك أن الله تعالى قد خلقك في أحسن حال، وأن الله تعالى قد كرمك، وأنه لا يوجد إنسان أفضل على إنسان إلا بالتقوى. هذه مبادئ يجب أن ترسخها في نفسك.

ثانيا: ألا تقبل الفكر السلبي، الأفكار السلبية المثبطة تتساقط على الناس، كلنا تأتينا أفكار سلبية حول ذواتنا وحول العالم من حولنا، لكننا نطردها ونبعدها عن كياننا، ونستبدلها بفكر إيجابي.

والنقطة الثالثة والمهمة جدا: الثقة في النفس –كما ذكرت لك– يصنعها الإنسان، ولا يمكن للإنسان أن يصنعها إلا إذا سعى أن يكون نافعا ومفيدا لنفسه ولغيره، هذا مبدأ واضح ومعروف.

النقطة الرابعة وهي: أن التغيير يكون منك أنت، لا أحد يستطيع أن يغيرك، والله تعالى قد حباك بالصفات والميزات والخبرات والمهارات والطاقات التي قد تكون مختبئة، وكل المطلوب هو تسخيرها وبناء ما نسميه بإرادة التحسن والإصرار على التحسن، قال تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}. هذا منهج أصيل ومبدأ أساسي يجب أن نأخذه في الحياة.

أعراضك كلها (الخوف – الخجل – الرعشة في المناسبات) ربما يكون لديك شيء من الخوف الاجتماعي نتج عما أسميته بعدم الثقة في نفسك، فحقر هذا الفكر السلبي، كما أن ظنانك وشكوكك أن من حولك يريدون إيقاع الأذى بك أو أنهم يستهزئون بك، هذا شعور سخيف، يجب ألا تقبله، يجب أن تحقره، ويجب أن تناقش نفسك فيه.

فيا أيها الفاضل الكريم: لديك شيء من الرهبة الاجتماعية، وكذلك لديك شيء من الظنان والشكوك وسوء التأويل، وهذا يغير فكريا في المقام الأول، لا تقبله أبدا، كل فكرة سلبية لها فكرة إيجابية مضادة لها، ويجب أن تعزز ما هو إيجابي، وتنزع نزعا ما هو سلبي.

وعليك بتطبيقات عملية -أيها الفاضل الكريم– وخير ما يطور الإنسان اجتماعيا ويزيل عنه الخوف والرعشة والرهبة هو الصلاة مع الجماعة في المسجد، ودائما تقدم الصفوف، لا مانع أن تبدأ بالصفوف الخلفية، لكن يجب أن تنقل نفسك لفضل الصلاة في الصف الأول. هذا علاج عظيم احرص عليه، وأريدك أن تطبقه.

التطبيق الثاني هو: الرياضة الجماعية مع بعض زملائك وأصدقائك.
النقطة الأخرى هي: أن تكون إنسانا فعالا داخل الأسرة، مفيدا لأسرتك، متفاعلا بصورة إيجابية، صاحب مبادرات.
والنقطة الرابعة هي: أن تكون لك صداقات رصينة وممتازة.
النقطة الخامسة هي: أن ترسم لنفسك مستقبلا (الدراسة – التخرج – التميز – العمل – الزواج) وهكذا، من خلال ذلك تجعل لحياتك قيمة وقيمة عظيمة -أيها الفاضل الكريم-.

ربما تحتاج لدواء بسيط مضاد للمخاوف ومحسن للمزاج، ويمكنك أن تذهب إلى الطبيب؛ ليصف لك أحد هذه الأدوية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات