زوجي تغير كثيرًا بعد مرور سنتين من زواجنا.. ماذا أفعل؟

0 268

السؤال

مشكلتي مع زوجي، أنا متزوجة منذ ثلاث سنوات، ولم أنجب بعد، قبل سنتين كان تعامل زوج معي جيدا، وأثناء السنتين الماضيتين لم يكن يعمل وبعد أن توظف في مستشفى تغير كثيرا.

تعبت وأنا أقول له: لماذا تغيرت؟ فيقول: ليس هناك شيء، سافرت إلى أهلي في مصر، وأصبح يتصل في اليوم أكثر من خمس مرات، ويقول: ارجعي.

جلست شهرين ورجعت، فرجع مثل السابق، لا يتكلم، ولا يسأل، يدخل البيت يأكل وينام، وهذا حالي معه، فكرت أن أنفصل عنه، وأطلب الطلاق، أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ردا على استشارتك أقول: لا بد من معرفة سبب التغير فإذا عرف السبب بطل العجب، وأمكن إصلاح العطب بإذنه تبارك وتعالى، فاجتهدي في اكتشاف تلك الأسباب.

- اقتربي من زوجك أكثر، ولا تجعلي هذا التغير يبعدك عنه، بل اجعليها فرصة سانحة للقرب منه، وتجملي له ونوعي في ذلك وتوددي إليه بالكلمات الرقيقة في حال رجوعه من العمل وخروجه إليه، وتفنني في طبخ الطعام وتغيير وضعية أثاث البيت فذلك سيجذبه إليك بإذن الله تعالى.

- زوجك يحبك ومتعلق بك بدليل تواصله معك باستمرار في حال سفرك، وقد ذكرت أنه كان يتصل بك خمس مرات في اليوم، وما هذا إلا دليل حبه لك، لكن وراء الأكمة ما وراءها فلا بد من اكتشاف ذلك كما ذكرناه سابقا.

- اطلبي منه جلسة للتحدث معه في الوقت الذي يختاره، وحبذا لو كان في يوم إجازة وخارج المنزل، وكوني متأهبة لتلك الجلسة وبأبهى حلة، وقبل البدء بالحديث أفرغي ما في قلبك من عبارات الحب والاشتياق إليه، وبيني له مدى تعلقك به، وعدم استغنائك عنه، ثم بعبارات منتقاة اطلبي منه توضيحا لأسباب تغيره بعد أن توظف.

- لا بد أن تجلسي مع نفسك جلسة مصارحة ومحاسبة فتفتشي في نفسك هل هناك بعض التصرفات والسلوكيات التي صدرت منك أدت إلى تغيره، فإن وجدت شيئا من ذلك فأنصفي من نفسك واعترفي لزوجك بخطئك وعديه ألا يتكرر ذلك منك، فنحن -أيتها الأخت الكريمة- بشر ولسنا معصومين من الأخطاء، وهكذا إن بين لك زوجك أسباب تغيره ووضح أن بعض تصرفاتك كانت جزءا من أسباب تغيره.

- وثقي صلتك بالله تعالى من خلال نوافل الطاعات كالصلاة والصوم، وتلاوة القرآن، وحافظي على أذكار اليوم والليلة.

- تضرعي إلى ربك بالدعاء وأنت ساجدة، وفي أوقات الإجابة أن يصلح الله شأنك وشأن زوجك، وأن يرزقكما السعادة ويصرف عنكما ما تكرهون.

- اصبري على زوجك فالصبر عاقبته حميدة، ولا تتعجلي في طلب الطلاق فتندمي، وإنما يكون الطلاق بعد استنفاد كل الوسائل لعودة المياه إلى مجاريها وتعذر الحياة معه.

- الإنسان قد يمر في مرحلة تتغير فيها سلوكياته ويقضي في تلك التغيرات فترة من الزمان، ثم يعود بعدها إلى ما كان عليه بل أحيانا إلى الأفضل، فأين الصبر والتحمل.

- أحيانا تريد المرأة أن تبقى الأمور كما كانت عليه أو تطلب المزيد، فإن حدث اختلال بسيط ضخمت ذلك التغير، وتململت وخاصة الأمور العاطفية، وهذه أمور فطرت عليها المرأة بخلاف الرجل الذي جبل على النواحي العملية والجدية، فلا بد من معرفة الفروق بين الجنسين والتعامل وفق ذلك.

- ارقي زوجك فالرقية نافعة مما حل بالإنسان، ومما لم يحل به.

أسأل الله تعالى ان يصلح شأنكما، وأن يرزقكما السعادة والذرية الصالحة.

مواد ذات صلة

الاستشارات