آلام الرقبة توترني وتعزلني عن الناس ومناسبتهم

0 364

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا امرأة بعمر 31 سنة، تعايشت مع مرض التوتر العضلي منذ أكثر من 13 عاما، ولم يتم تشخيص حالتي إلا في الفترة القريبة.

مشكلتي لم أجد علاجا لهذا المرض، استخدمت جميع أنواع حبوب الاكتئاب، ولم تف بالغرض، كنت أعمل مساجات عنيفة وخفيفة ولم تفدني، وآخر مرة استخدمت البوتكس، وللأسف صارت مضاعفاته لدرجة أني أنطرح على الفراش مدة شهر.

أجد صعوبة في الحركة، وأثناء النوم لا أستطيع أن أتقلب لا بد من أن أرفع رأسي، أنا مصابة بالتوتر العضلي (ديستونيا) في الرقبة، أشعر بإحراجات كثيرة بسبب الحركات اللاإرادية في الرقبة.

عملت عدة فحوصات وكلها سليمة، وفي النهاية شخصوا حالتي على أنها ديستونيا، وأجد صعوبة في مجال عملي، وأريد أن أتقاعد وأشعر بحزن في داخلي، فأنا من الأشخاص الاجتماعيين، ولكن هذا الوضع أحيانا حينما يزداد لا يجعلني مشاركا للعائلة في المناسبات الرسمية، يشعرني بعدم الراحة والإرهاق والتعب، ولا أشعر بأني مرتاحة؛ لأن ألم الرقبة يزعجني، ولا يجعل مني شخصا واثقا من نفسه، فأنا لا أستطيع أن أجلس مستقيمة لفترة طويلة بسبب الحركات التي تأتي مفاجأة.

لا أستطيع أن أقود السيارة؛ لأني أحيانا أشعر بتشنجات كبيرة في الجهة اليمنى من الرقبة (المكان المصاب).

أرجو مساعدتي ونصحي، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم خالد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

أيتها الأخت الكريمة: سنقوم بتحويل استشارتك إلى الأخ الدكتور محمد حمودة، استشاري الأمراض الباطنية والروماتيزم وأمراض العضلات، وسيفيدك -إن شاء الله تعالى- في كثير من الجوانب المتعلقة بحالتك هذه.

أما أنا فأقول لك من الناحية النفسية: نعم نحن نقدر أن الـ (ديستونيا Dystonia) مزعجة لصاحبها، حتى وإن لم تكن خطيرة، لكن الإنسان يمكن أن يتكيف وأن يتوائم مع هذه الحالة، بشيء من الصبر والاستمرار على التمارين الرياضية، والتمارين الاسترخائية، وتناول بعض الأدوية -إن شاء الله تعالى- يحصل تحسن كبير، ولا بد أن يكون لديك إرادة التحسن، لا بد أن يكون دفعك إيجابيا، لا استسلام أبدا.

أنا حقيقة لا أؤيد أبدا التقاعد عن العمل في مثل هذه السن، كافحي وكابدي وجاهدي واستمري في عملك، وإن كان العمل مرهقا يمكن أن تخففي ساعاته، أو يتم تغيير نوعيته وتنتقلي إلى مكان آخر، لكن العمل جيد، والعمل يشغل لك الكثير من الزمن بمعناه الزمني وبمعناه الوجداني والفكري، والعمل يشعرك بفعاليتك، هذا مهم جدا - أيتها الفاضلة الكريمة -.

بالنسبة لحبوب الاكتئاب والديستونيا: هي تفيد، وربما يكون الـ (سيمبالتا Cymbalta)، والذي يعرف علميا باسم (دولكستين Dyloxetine) ذو فائدة معينة في مثل هذه الحالات، أضيفي إلى ذلك أن عقار (لاريكا Lyrica)، والذي يعرف علميا باسم (بريجابانيل pregabalin) في حالة وجود آلام - إذا تم تناوله بجرعة صغيرة - فلا بأس في ذلك.

هذه مجرد مقترحات وددت أن أقدمها، لكن قطعا القرار النهائي فيما يتعلق بالعلاج الدوائي سوف يكون لدى طبيبك المعالج، وحالتك بالطبع تتطلب المتابعة المباشرة مع طبيب تثقين به.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

+++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطبيب النفسي وطبيب الإدمان،
وتليها إجابة د. محمد حمودة استشاري أول باطنية ورمايتزم.
+++++++++

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

لا بد وأنك قد قرأت عن الموضوع بشكل كبير، فالتوتر العضلي الرقبي cervical dystonia ينجم عن تقلص لاإرادي للعضلات في منطقة الرقبة، والتي يمكن أن تأتي بشكل مفاجئ، وهذا يؤدي إلى حركة الرأس في اتجاه معين، وهو تقلص مؤلم، وهو يحصل في النساء أكثر من الرجال، وعادة ما يبدأ بشكل تدريجي، ثم يصل إلى مرحلة لا يزيد بعدها.

السبب لحصول هذا التوتر العضلي غير معروف تماما إلا أن بعض الحالات يكون بسبب رض، أو إصابة العضلات، والبعض الآخر يكون بسبب بعض الأدوية، خاصة بعض الأدوية النفسية ومضادات الغثيان والإقياء، وقد تكون بداية المرض بسبب هذه الأدوية، وبعض الحالات تتحسن وتختفي إلا أن ما هو شائع هو أن التقلصات الفجائية تستمر بالتكرر.

أما بالنسبة للعلاج: فالمرض ليس له علاج شاف، أي أنه لا يوجد دواء يشفي المريض ويتخلص نهائيا من المرض، ومعظم الأدوية أو الإجراءات هي تخفيفية في الحقيقة، وفي كثير من المرضى يحتاج إلى أكثر من دواء أو علاج واحد.

لقد جربت العلاج بالبوتكس، ولم تتحمليه، وهو من العلاجات التي يستفيد منها العديد من المرضى إلا أنه يجب تكراره كل ثلاثة إلى أربعة أشهر، إلا أنه لا يمكن أن ننصح بإعطائه لك بسبب الأعراض الجانبية.

من الأدوية التي تستخدم في علاج هذه الحالات؛ الأدوية التي تستخدم لعلاج الباركنسون مثلا، وهذه الأدوية يجب أن يتم تناولها بإشراف الطبيب؛ لأن لها أعرضا جانبية مثل: جفاف الفم، والإمساك، وضبابية الذاكرة.

من الأدوية الأخرى التي يمكن أن تجربيها والتي لها أعراض جانبية خفيفة: liorisal ويتم تناول نصف حبة يوميا في الليل، ثم يتم زيادة الجرعة تدريجيا إلى نصف حبة مرتين، ثم إلى ثلاث حبات إن تحمل المريض الأعراض الجانبية من دوخة وجفاف في الفم.

من الأدوية التي تقلل من تقلص العضلات أيضا baclofen، وعادة ما يتم البدء بالعلاج 5 ملغ ثلاث مرات في اليوم لمدة ثلاثة أيام، ثم تزيد الجرعة إلى 10 ملغ ثلاث مرات لثلاثة أيام، ثم 15 ملغ ثلاث مرات لثلاثة أيام، ثم 20 ملغ ثلاث مرات في اليوم.

في الحالات المعندة يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي، وهو يكون إما بقطع العصب للعضلة، وهذا يكون عن طريق جراح الأعصاب، أو أن يتم ما يسمى Deep brain stimulation (DBS, وفي هذه الحالة يتم إدخال سلك wire إلى المنطقة في الدماغ التي تتحكم بتقلص العضلات، ويتم إرسال نبضات كهربائية من خلال السلك لتوقيف التقلصات، وهذه تتم في مراكز متخصصة.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مواد ذات صلة

الاستشارات