لا أحس بزوال وساوسي وتوتري وأرقي رغم تناول الأدوية!

0 111

السؤال

منذ 7 سنين وأنا أعاني من أفكار غريبة، وأشعر أنني لست أنا، وأني شخص آخر، ومع ذلك وسواس قهري، وتوتر وقلق، وأرق، وحزن شديد، وأفكار انتحارية تأتيني.

ذهبت إلى دكتور وأعطاني دواء استيكان وامبرايد لوسترال، انتظمت عليهم لمدة شهر، ولكن لا أحس بجدوى، وحالتي كما هي لم تتغير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الفاضل: أنت قد أحسنت بذهابك إلى الطبيب، وما تعاني منه من قلق اكتئابي مع أعراض وسواسية يتم علاجه من خلال الأدوية التي وصفها لك الطبيب - جزاه الله خيرا -.

مدة الشهر ليست مدة كافية للحكم على الدواء إن كان ناجحا، أو فاشلا، والبناء الكيميائي لدى الإنسان لبعض الأدوية يستغرق وقتا، ويختلف من إنسان إلى آخر.

فيا أيها الفاضل الكريم: اطمئن، وأنا أتوقع أنه في خلال أسبوعين أو ثلاثة سوف تتحسن كثيرا، لكن أنت أيضا مطالب بأن تجاهد نفسك، أن تحسن من قناعاتك، أن تصر على أن تكون فاعلا جدا، فاعلا في جميع المجالات، في مجال العمل، في مجال التواصل الاجتماعي، في مجال تطوير الذات، في مجال صلة الأرحام، هذا كله - أخي الكريم - يعطيك شعورا إيجابيا داخليا، وهو من الوسائل التي نهزم بها الاكتئاب.

الوسواس يجب أن تحقره، ويجب ألا تتبعه أبدا، لا تجعله جزءا من حياتك، استعذ بالله منه وانته، كن صارما جدا في هزيمته، وهذا ممكن، بالإعراض عنه وعدم الالتفات إليه، وعدم الاسترسال معه.

أخي الكريم: الأفكار الانتحارية أمر محزن جدا، يزعجني كثيرا حين يصدر هذا من أحد أبناء أو بنات أمتنا الإسلامية، واستعن بالله - أخي - على هذه الأفكار، أكثر من الاستغفار، اسأل الله تعالى أن يحفظك، وتذكر قوله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} وقوله: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}.

ومن جانبي أقول لك إن الحياة طيبة، حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، وإن جوانب الخير فيها كثير ومتاح، وإن الله تعالى لا يضيع أهله، وإنه سيصرف عنك هذا الشر، وسيزول عنك الاكتئاب بإذن الله تعالى.

أخي: (ملاحظة): حين تقابل الطبيب في المرة القادمة، إذا لم تتحسن للدرجة التي تريدها ربما يرفع الطبيب جرعة عقار (لسترال Lustral)؛ لأنه من وجهة نظري هو الدواء الأساسي الذي سوف يساعدك ويعود عليك بخير كثير -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك - أخي أحمد - وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونرحب بك في الشبكة الإسلامية.

مواد ذات صلة

الاستشارات