أعاني من خوف ووساوس وأفكار تصل إلى مسائل العقيدة، فماذا أفعل؟

0 182

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

دكتوري الفاضل: أشكركم من كل قلبي على ما تبذلونه من جهد لخدمة إخوانكم وأخواتكم، فجزاكم الله كل خير.

أبلغ من العمر 52 سنة، متزوج، أعاني منذ أكثر من 3 سنوات من خوف غير مبرر، ووساوس تسلطية، كذلك الأفكار إذا فتح لها المجال تكبر وتتشعب، تصل إلى التعدي على الذات الإلهية.

وكذلك يوجد لدي طنين في الأذن، أعتقد أن سببه التفكير الزائد، كذلك أعاني من تفريغ كهرباء إذا لمست السيارة. طبعا هذه حصيلة تجمع ما يحمله الصدر من هموم وضغوط على مر السنين، وأصبحت لا أتحمل شيئا، وأغضب بسرعة.

راجعت عيادة نفسية، وأعطوني الباروكسات، استمريت عليه حوالي 4 أشهر لكن لا يوجد ذاك التحسن.

وبملازمتى للمسجد وقراءة القرآن والرقية الشرعية ساعدتني كثيرا -ولله الحمد-، وكلما اقتربت لأن أصبح طبيعيا؛ ترجعني الأفكار السلبية لنفس الدائرة.

شخصيتي بسيطة ومتسامحة للغاية، وأحب خدمة إخواني، -ولله الحمد- لا يوجد لدي مشاكل عائلية، ولا مشاكل في النوم.

أصاب بضيق في التنفس أحيانا، كذلك كثير التثاؤب، خصوصا إذا قرأت أو سمعت القرآن، وزيادة برودة في اليدين والوجه من وقت لآخر.

أرجو التكرم بمساعدتي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ nassir حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

الوساوس والمخاوف تقهر وتفتت وتهزم من خلال ألا تحاورها، ألا تفصلها، ألا تهتم بها، وأن تحقرها من خلال الاستعاذة بالله تعالى من شرها والانتهاء عنها، بخلاف ذلك الوسواس لا يزول أبدا، واحذر من أن يستدرجك الوسواس لمناقشته ومحاورته أو تفصيله أو إيجاد تبريرات له، أو البحث عن أسباب، هذا كله تجاهله تماما، وحقر الوسواس، وأشغل نفسك بما هو مفيد، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز.

الحمد لله أنت ملازم للمسجد، وتقرأ القرآن، وهذا أمر عظيم جدا، استفد من باقي وقتك في ممارسة الرياضة، خاصة رياضة المشي، في مثل عمرك الرياضة تفيدك جدا، تفيدك في صحتك الجسدية والنفسية والوجدانية.

وأريدك -أخي- أيضا أن تكثر من التواصل الاجتماعي، ولا تدع مجالا لأي فراغ، هذا مهم جدا. الأدوية لوحدها لا تعالج، تفيد، نعم هذا لا ننكره أبدا، لكن تغيير نمط الحياة اجتماعيا ونفسيا وسلوكيا، وأن تنتقل من السلبية إلى الإيجابية في كل مرافق حياتك، هذا مطلوب.

وما تحس به من ضيق في التنفس هو من القلق ومن التوتر، الانقباضات في القفص الصدري سببها القلق والتوتر، ولا تربط قلقك هذا أو توترك بمكان أو زمان، كما ذكرت في رسالتك.

كثرة التثاؤب -أخي الكريم- حاول أن تنام ليلا، النوم المبكر، ورياضة المشي، سوف تفيدك، وأكثر أيضا من الاستغفار، واستعذ بالله تعالى من الشيطان، هذا مهم جدا وضروري.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الـ (باروكستين Paroxetine) مفيد وفاعل وجيد، لكن ربما تحتاج لجرعة لا تقل عن 25 مليجرام من النوع الذي يسمى CR، 25 مليجرام قد تكون جرعة مفيدة. وإذا كنت قد تناولت هذه الجرعة ولم تستفد منها؛ أقول لك انتقل لدواء آخر، مثلا دواء (زولفت Zoloft) والذي يسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) دواء رائع وممتاز جدا، إذا وافق طبيبك على الانتقال إلى هذا الدواء أعتقد أنه سيفيدك، لكن لا بد أن تشاور طبيبك.

جرعة الزولفت -وبما أنك كنت تستعمل الباروكسات- هي: 50 مليجرام، حبة واحدة من الزولفت، تتناولها ليلا بعد الأكل لمدة شهر، ثم تجعلها حبتين ليلا -أي 100 مليجرام- وهذه هي الجرعة العلاجية التي تفيد في حالتك، والتي يجب أن تستمر عليها لمدة 4 أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة إلى 50 مليجرام (حبة واحدة) ليلا لمدة 6 أشهر، ثم خفضها إلى حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم: في مثل عمرك الفحوصات الطبية الدورية مطلوبة، فتواصل مع الطبيب الباطني أو طبيب المركز الصحي لتقوم بالفحوصات الدورية، ويمكن أن تعرض عليه موضوع الطنين في الأذن.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات