العادة السيئة والأفلام المخلة سببت لي الضيق، فكيف الخلاص منهما؟

0 240

السؤال

السلام عليكم.

كيف أترك العادة السرية والأفلام المخلة وأتوب؟ لأني لم أعد أتحمل! أحس بضيق كل الوقت، وأتمنى لو أني مت قبل أن أقوم بها، ولا أستطيع الزواج، ولا أستطيع القيام قبل الفجر لكي أصلي وأصوم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ABDALLAH حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل عبد الله– فأحب أن أبين لك أن هذه المعاصي التي ذكرتها معاص سرية، والذي يأخذ القرار بفعلها إنما هو أنت شخصيا، ولذلك إذا لم تكن حريصا على نفسك وعلى مصلحة نفسك وعلى نجاة نفسك من عذاب الله، وعلى المحافظة على صحتك من الدمار، لم ولن يستطيع أحد حقيقة أن يساعدك، لأنها ذنوب – كما لا يخفى عليك– لا يعلم بها إلا الذي يعلم السر وأخفى جل جلاله سبحانه، فأنت تغيب عن أعين الناس وتفعل ما تفعل، والشيطان يزين لك بأنه ما دام لا يوجد أحد هناك يراك من الناس ففعل ما شئت وأرح نفسك، وينسيك، أو يجعلك تنسى أو تتناسى عين الله تبارك وتعالى، ووجود الله تبارك وتعالى، وعلمه بك، واطلاعه على سرك وجهرك وعلانيتك، هذا كله ينسيك الشيطان إياه في لحظة رغبته في وقوعك في الحرام، وبذلك يكون تركيزك كله على ألا يراك أحد ولا يعلم بك أحد، ونسيت الله الواحد الأحد.

هذه المعاصي – كما ذكرت لك أخي الحبيب– هي سبب مشاكل الإنسانية، وهي السبب الذي به تشقى الإنسانية جمعاء، وهو عمل من أعمال شرار الخلق عند الله، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن: (من عباد الله عبادا إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها) وهم شرار الخلق عند الله والعياذ بالله.

ولذلك أقول لك –أخي الحبيب-: لا بد لك من قرار ووقفة خاصة مع نفسك بالتوقف عن هذه الأشياء، والنظر في عواقبها، علاقتك مع الله تعالى سيئة وليست حسنة، لأن المعاصي لا تزيدك من الله إلا بعدا، وفي نفس الوقت أيضا علاقتك مع نفسك، فأنت تدمر بنيان الله تبارك وتعالى، تدمر الصحة، تدمر العافية، وغدا وقريبا عندما تتزوج ستعض أصابع الندم، عندما ترى نفسك وقد أصبحت ضعيفا غير قادر على إتيان زوجتك ولا الاستمتاع بها، وتتحول الحياة الزوجية إلى عقوبة بالنسبة لك، والعياذ بالله، وقد لا تثق زوجتك في قدرتك الجسدية فتتجه إلى غيرك والعياذ بالله، وتبدأ تدمر كل شيء.

ولذلك أتمنى أن تضع نصب عينيك -الأمر الأول- غضب الله تبارك وتعالى عليك عندما تستمر في معصيته ولا تتوقف.

والأمر الثاني -بارك الله فيك – الفشل في الحياة الزوجية التي تتمناها والتي تنتظرها في يوم من الأيام.

إذن إذا كنت تحب نفسك فعلا فخذ قرارا بالتوقف، ولكن حتى تعان على ذلك لا بد من القضاء على العوامل التي تؤدي إلى ضعفك وإثارتك، فهذه الأجهزة تتخلص منها نهائيا، وخذ قرارا في ذلك، أو على الأقل لا تدخل إليها في الأوقات التي لا يكون فيها معك أحد، حتى تضعف أمام الشيطان.

وأتمنى -بارك الله فيك– أن تنظر في الإجابات التي أشرنا بها والتي توجد بالموقع، وآلية وكيفية ترك هذه المعاصي، وستجد -بإذن الله تعالى- كلاما نافعا ورائعا، ولكن الذي أقوله لك فيه حقيقة: إذا لم يحب عبدالله نفسه فلن يحبه أحد، وإذا لم ينقذ عبدالله نفسه بنفسه فلن ينقذه أحد. الأمر يحتاج منك إلى قرار قوي وشجاع وجريء، ثم بعد ذلك – كما ذكرت لك– إغلاق هذه النوافذ تماما، الأسباب التي تؤدي إلى ضعفك عندما تكون في خلوة أو تكون في دورة المياه لفترة طويلة، أو تكون في فراشك، اقض على هذ العوامل التي من خلالها يتدخل إليك الشيطان، وعليك بالاستعاذة بالله سبحانه وتعالى واللجوء إليه والبكاء بين يديه، واربط نفسك بالجماعة، وحافظ على صلاة الجماعة في أوقاتها، وبإذن الله تعالى سوف ترى خيرا كثيرا.

أسأل الله أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يتوب عليك، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات