هل توجد رسائل ربانية للعبد عند إقدامه على شيء؟

0 281

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 24 عاما، سؤالي: هل توجد رسائل ربانية للعبد؟

منذ حوال ثلاثة شهور كنت قد قدمت على إحدى المنح التعليمية، وبعد المقابلة الشخصية غادرت المكان وأنا حزين، حيث إن أدائي لم يكن موفقا وتوقعت بنسبة كبيرة بأني لن أقبل، ثم ذهبت لصلاة الظهر وعند خروجي وجدت أن السيارة التي تقف أمام سيارتي هي سيارة الشركة التي كنت أود التقدم إليها في حالة عدم قبولي في المنحة التعليمية، حيث كان المكان فارغا عندما ركنت سيارتي.

استبشرت بذلك خيرا، واستخرت الله على أن أقدم في هذه الشركة، وبذلت مجهودا كبيرا في المذاكرة والتحضير للاختبارات، -والحمد لله- اجتزت الاختبارات الأولية للقبول بسهولة ويسر، وفي المقابلة الشخصية قبل الأخيرة لم يكن أدائي جيدا، وعدت إلى البيت وكنت مهموما، وعندما فتحت الحاسوب وجدت شعار الشركة أمامي على الشاشة حيث كنت أتصفح أحد المواقع، بالرغم أنه من النادر أن يظهر شعار هذه الشركة على هذا الموقع؛ مما جعلني أستبشر خيرا بذلك.

وكنت أرى أكثر من مرة أثناء النوم أني قد قبلت وأستيقظ مستبشرا، وكنت دائما أدعو الله بأن أقبل في هذه الشركة، ولكن لم يقدر الله ذلك؛ مما أصابني بصدمة شديدة، وجعلني ذلك أشعر أن الله لا يحبني بسبب ذنوبي؛ لأن الله قد جعلني أستبشر خيرا بما كنت أظنه رسائل ربانية، ثم لم يقدر لي القبول، فهل كان ذلك استدراج من الله لي؟

أحيانا تأتيني الوساوس بألا أثق في أي علامات أو رؤيا بعد ذلك الخذلان فماذا أفعل؟ وهل ذلك بلاء من الله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المسلم العربي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، وقد أحسنت وإنما شفاء العي السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يوسع رزقك ويحقق الآمال.

ندعوك إلى تكرار المحاولات بعد التوجه إلى رب الأرض والسموات، واعلم بأن لكل أجل كتاب ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده، ولا تلومن أحدا على ما لم يعطك الله، وتذكر أن علينا بذل الأسباب، ثم التوكل على الوهاب والرضا بما يقدره القدير، وما يختاره لنا أفضل مما نختاره لأنفسنا، ولو كشفت الحجب ما رضينا إلا بما قدر لنا، وقد قال عمر بن عبد العزيز: "كنا نرى سعادتنا في مواطن الأقدار".

أما بالنسبة لما تشاهده في نومك: فالغالب أنها حديث نفس، وإذا انشغل الإنسان بالأمر في يقظته عرض له في نومه، كما أن ما يراه النائم في الحلم ليس من الضروري أن يكون تفسيره على ظاهره.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بعدم الاغتمام بتأخر قبولك، وقم بما عليك من فعل الأسباب واجتهد واحرص على أن تكون راضيا بالنتائج، معترفا لله بالنعم ذكارا شكارا، وسوف يجلب لك الذكر والطمأنينة، وسوف تنال بشكرك المزيد، وعليك بالصبر فإن العاقبة لأهله، واعلم أن الدعاء سلاح المؤمن.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات