أشعر بفقدان الأمل، وبالتعب النفسي والجسدي، وتلازمني مشاعر الانتحار.

0 122

السؤال

سلام الله عليكم.

عمري 21 سنة، بدأت معاناتي سنة 2013م، 4 أشهر قبل الامتحانات النهائية، وتشكلت هذه المعاناة في وسواس قهري وقلق واكتئاب بسيط، حيث كانت فكرة أني سأترك ورقة الإجابة فارغة لا تفارق ذهني طوال اليوم، وعندما انتهت الامتحانات انتهى معها كل شيء.

ويتكرر نفس السيناريو سنة 2014م، وبعد نهاية الامتحانات بشهر ونصف تطور الوسواس ليصبح وسواسا في الأمور الدينية، لكن هذه المرة مع موجة اكتئاب كبرى وقلق شديد، ودام الأمر 5 أشهر، بعد ذلك تحسنت، وأصبحت أمارس حياتي اليومية بشكل عادي، لكن في أواخر شهر مايو، ودون سابق إنذار، بدأت الأمور تسوء لتصبح الأشد، فقررت الذهاب إلى طبيب نفسي فوصف لي نو ديب 50 ملج (سيترالين)، حبتين كل يوم، وانكسيول 6 ملج (برومازبام) حبة كل يوم، وانقطعت عن هذا الأخير بعد تناوله لـ 6 أسابيع، وبعد شهرين بدأت أستعمل اكسناس 0،5 ملج، وبعد مرور 5 أشهر تحسنت حالتي بمعدل 60%.

أما بخصوص مشاعري؛ فإلى حدود كتابة هذه الأسطر وأنا أشعر بفقدان الأمل، بالعصبية، بالتعب النفسي والجسدي، الأوهام والتخيلات وشعور بالغرابة عن المحيط الذي أعيش به.

فما هي المدة التي أحتاجها للتحسن بشكل كامل؟ وما هي المدة الوقائية؟ وهل يمكن تعديل الجرعة أو إضافة دواء آخر؟ وما هو تفسيركم للمشاعر التي أعيشها الآن؟ وكيف أتعامل مع المشاعر الانتحارية التي أصبحت تلازمني منذ بداية تناول (نو ديب)؟

وشكرا جزيلا لكل أعضاء الموقع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ oussama حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

أخي الكريم: لا شك أن الوساوس قبيحة ومزعجة خاصة للنفوس الطيبة، والوسواس مرض انتكاسي في بعض الأحيان، لكن إذا عولج معالجة صارمة يستطيع الإنسان أن يتخلص منه، وأهم طريقة لمواجهة الوساوس هي تحقيرها، وعدم مناقشتها، وعدم تحليلها، وألا تحاورها، وأن تقوم بفعل ضدها، وأن تصرف انتباهك لما هو أفضل.

أخي الكريم: قطعا أزعجني كلامك حول المشاعر الانتحارية، والتي أردت أن تربطها بعقار (سيرترالين Sertraline)، هذا الكلام أثير حوله الكثير من اللغط، وأقول لك أن الحقائق العلمية واضحة جدا، السيرترالين لا يسبب أفكارا انتحارية أبدا.

أخي الكريم: الانتحار مصيبة كبيرة جدا، لا أتصور شابا مسلما يقتل نفسه، وقد قال الله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا} وقال: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين}.

هذه الأفكار القبيحة يجب أن تغلق أمامها الباب، وأن تحسن إلى نفسك بأن تحرص على ما ينفعك، وأن تعرف أن الحياة طيبة، وأريدك أن تذهب وتتواصل مع طبيبك ما دام هذا الفكر الشنيع يساورك.

أيها الفاضل الكريم: أنت تحتاج لعلاج تدعيمي مع السيرترالين، وعقار (رزبريادون Risperidone)، بجرعة واحد مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم ترفع إلى اثنين مليجرام لمدة 3 أشهر، ثم تخفض إلى واحد مليجرام ليلا لمدة 3 أشهر، ثم يتم التوقف عن تناوله، أعتقد أن هذا إضافة ممتازة، ولا داعي لاستعمال الـ (زانكس Xanax) أو الأدوية ذات الطابع الإدماني.

السيرترالين دواء رائع جدا، وأنت قطعا تحتاج لتناول هذا الدواء بهذه الجرعة لمدة عام على الأقل، بعدها تخفض إلى الجرعة الوقائية، وهي 50 مليجرام لمدة عام آخر، ثم تخفض إلى 25 مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم 25 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هذا هو التدرج العلمي لتناول هذا الدواء الرائع (سيرترالين)، ويا أخي الكريم: تواصلك مع طبيبك أنا أعتبره أمرا ضروريا. هذا بالنسبة لجرعات الأدوية.

أما تفسيرنا للمشاعر التي تعيشها: هذا هو الوسواس، والوسواس يتولد عنه قلق افتراضي استباقي، وهذا كله يؤدي إلى مشاعر اكتئابية. هذا هو تفسيرنا لحالتك، باجتهادك وتناولك للدواء، وإصرارك على تحقير الفكر الوسواسي، وأن تجعل لحياتك معنى، وأن تكون لك مشاريع مستقبلية تخطط للوصول إليها، وأن تمارس الرياضة يوميا، أن تكون بارا بوالديك، أن تتواصل اجتماعيا، أن تحسن إدارة وقتك، أعتقد أن هذه الأمور وهذا المنهج هو الذي يجب أن تنتهجه لتعيش حياة طيبة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات