عصبتي جعلت حياتي الزوجية مهددة، فما الحل؟

0 162

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة حساسة جدا، أشعر بالاكتئاب والتوتر، والخوف الشديد، أعاني من العصبية الشديدة في الآونة الأخيرة، ولا أستطيع التحكم بأعصابي، لدرجة أنني أود قتل الشخص الذي أتشاجر معه، أو قتل نفسي.

لا أستطيع التركيز في أي موضوع في حياتي، أعاني من اضطراب وصعوبة في النوم، ولا أستطيع النوم لأكثر من خمس ساعات طوال اليوم.

يشغلني التفكير في أي موضوع يحدث خلال اليوم، وأفكر به حتى أثناء نومي، وعند الاستيقاظ من النوم أشعر برعشة في جسمي، وصداع شديد ودوخة، وزادت حالتي الصحية سوءا في الفترة الماضية، وزاد وزني بشكل مخيف، وأصابتني تشنجات شديدة في القولون العصبي.

أنا في الأصل عصبية المزاج، ولكنني كنت أستطيع التحكم في أعصابي، ولكنني الآن لا أستطيع التركيز والتحكم بردود الأفعال، وبعد فترة بسيطة أندم على ردة فعلي، ولكن زاد خوفي وقلقي وحزني أكثر بعد وفاة بفايروس الكبد، وبعد وفاته بشهرين تقريبا أصابني التهاب وتضخم في الكبد، وزاد خوفي أكثر، فأصبحت أفضل الجلوس بمفردي، وأحاول التركيز في أمور حياتي ولكنني أفشل، أحاول التحكم في أعصابي خاصة أمام زوجي ولكنني أفشل أيضا، مما أثر على علاقتي معه، وأصبح يفكر بالانفصال، ويعاملني بقسوة إن طلبت منه السفر مثلا للبعد عن المشاكل، وتصفية ذهني منها، ويقول: (كيف أسافر معك وأنت هكذا؟ فأنت تصبحين وقحة وقليلة أدب حال العصبية).

أعلم بأن تصرفاتي تصبح جنونية ولا تعجبني وقت العصبية، ولكنني أندم عليها، فهل قرار زوجي بالانفصال قرار سليم؟ أريد حلا لمشكلتي هذه، وأتمنى أن أجده عندكم.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدوء أنثى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أرحب بك في استشارات إسلام ويب، ولقد قمت بتدارس رسالتك هذه بكل دقة واهتمام، كما أنني اطلعت على رسائلك السابقة، وهي تحمل تقريبا محتوى هذه الرسالة ذاتها.

رسالتك مهمة، لأنك عبرت وبوضوح تام درجة الألم النفسي الذي تعيشينه، وما ترتب على ذلك من انفعالات عصبية وسلبيات اجتماعية، خاصة فيما يتعلق بحياتك الزوجية.

أيتها الفاضلة الكريمة، هذه الأعراض التي تحدثت عنها تحمل سمات الاكتئاب النفسي، ومع احترامي وتقديري لشخصك الكريم أقول لك أيضا: إن شخصيتك ربما أصلا غير مستقرة، أو هي من النوع القلق الانفعالي التوتري الاندفاعي، وهذا قطعا يجعلك على الكيفية التي تحدثت عنها.

إذا هنالك صعوبات في الشخصية -فيما أراه- يضاف إلى ذلك الاكتئاب النفسي، لكن هذا كله يمكن أن يعالج -بفضل الله تعالى-، والمطلوب منك أن تذهبي إلى طبيب نفسي وتقابليه، سوف يحاورك الطبيب، ويفحصك، ومن ثم يوجه لك الإرشاد والتوجيه، وفي ذات الوقت سوف يصف لك الدواء الذي يحسن مزاجك، والذي يزيل العصبية عنك، وأنا أفضل أن يذهب زوجك الكريم معك، لأن الزوج أيضا مشارك أساسي في علاج مثل هذه الحالات، وإنقاذا لعلاقتك مع زوجك، أعتقد أنه من الضروري جدا أن تذهبا إلى الطبيب النفسي.

هذه الحالة تعالج بصورة فاعلة جدا، ومضادات الاكتئاب ومحسنات المزاج الآن متوفرة، وهي أدوية ممتازة جدا، ومتعددة جدا، والصبر والمثابرة والتفكير الإيجابي، وأن تكوني من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، وأن تعبري عن ذاتك أولا بأول، وأن تتجنبي الكتمان، وأن تطبقي ما ورد في السنة المطهرة حول كيفية إدارة الغضب، أعتقد أن هذه هي الوسائل العلاجية، وكلها ممكنة، وكلها ليست صعبة وليست مستحيلة، فاشرعي مباشرة في الذهاب إلى الطبيب، واسترشدي بما ذكرته لك من توجيهات، وأسأل الله العافية والشفاء.

بالنسبة لموضوع زوجك: أنا حتمت أن يذهب زوجك معك إلى الطبيب، وكوني سيدة فطنة، وقولي له: (لا تنفصل عني، قدر ظروفي، أنا حين أدخل في العلاج -إن شاء الله تعالى- سوف تتغير الأمور وتتبدل)، قولي هذه الكلمات له، وأنا متأكد أنه سوف يقف بجانبك، ولا أريد لكما الانفصال أبدا.

بارك الله فيك، وجزاك خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات