هل تصديق الأفكار الوسواسية شرك بالله؟

0 117

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل تصديق الأفكار الوسواسية وما فيها (على سبيل المثال: إذا فعلت هذا يحصل لك شيء ما) وأنها تضر هو -والعياذ بالله- شرك بالله عز وجل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا الأفكار الوسواسية يجب ألا تصدق، بل يجب أن تحقر، والوسواس الحقيقي يؤمن الإنسان بسخفه، وأنه مفروض عليه بالرغم من سخافته، ولا يقتنع به، ولا يؤمن به، لكن قد يضطر لتطبيقه واتباعه لبعض الوقت؛ ليخفف على نفسه من القلق.

فالوسواس يجب ألا يصدق، الوسواس يجب أن يحقر، والوسواس يجب أن يعالج، وبالنسبة إلى الحوارات الوسواسية: هي من أكبر المشاكل التي يواجهها بعض المرضى، دون أن يشعروا أنهم يحاورون الوسواس، فقولك: على سبيل المثال إذا فعلت هذا يحصل لك شيء ما. هذا حوار وسواسي، ويجب ألا يحدث أصلا، الفكرة الوسواسية حين تأتي يواجهها الإنسان، بأن يخاطبها مباشرة: (أنت فكرة وسواسية حقيرة، لن أتبعك، ولن أناقشك، ولن أحاورك، أنت تحت قدمي في أسفل سافلين) هذه هي الطريقة التي يتم التعامل بها مع الوسواس.

الوسواس بما أنه مستحوذ، وأنه مفروض على الإنسان ومتطفل عليه ليس فيه شرك بالله تعالى، وأصحاب الوساوس من أصحاب الأعذار، كما أفاد العلماء -جزاهم الله خيرا- لكن على الإنسان ألا يتبع الوسواس، وأن ينتهي، ويستعيذ بالله من الوسواس ومن شر الوسواس الخناس، كما في قوله لمن شكوا له ذلك فقال: (فليستعذ بالله ولينته)، وأرى أيضا أنه من الواجب على صاحب الوسواس أن يعالجه، خاصة الوساوس ذات الطابع الديني؛ لأن الله تعالى ما جعل من داء إلا جعل له دواء، فتداووا عباد الله، كما أفاد علماؤنا الكرام العلاج هنا يصل لمرحلة الوجوب، ومن أخطر الأشياء هي أن يتعايش الإنسان مع الوسواس، أن يتطبع مع الوسواس، أن يجعله جزءا من حياته، أن يقبل به، هذا مرفوض تماما، ونحن في الصحة النفسية نحذر من ذلك كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات