أشعر بالندم بسبب ضياع عمري مع شاب لم يف بوعده!!

0 185

السؤال

السلام عليكم

أنا في الثلاثينات من العمر، عندما كنت في العشرينات أحببت شخصا كان معي في الدراسة، وأحبني واستمرت علاقتنا لسنوات، وأنا أنتظر أن يعتمد على نفسه، وكنت وفيه ومخلصة، ورفضت من أجله الشباب الذين يتقدمون لخطبتي، وبعد ذلك تقدم لخطبتي ولكنها لم تتم؛ لأن أهله بدؤوا يقنعوه بأنني لا أفيده ولأنني من غير طائفته، فأنا تنازلت عن الكثير من الأشياء في سبيل أن تتم الخطبة، وبالرغم من كل شيء فلم تتم وانتهت، فأخذت موقفا بعدم الكلام معه، لكنه كان يتصل ويعتذر ويريد أن يعود مرة أخرى، وأنا فعلا كان عندي أمل أن يعود.

وأيضا رفضت شخصا آخر من الأصدقاء على أمل أن يعود ولم يعد، الآن أعيش في ندم ولوم لنفسي بعد أن ضاع كل شيء ومر العمر، وأتساءل: هل الله سوف يعاقبه بعد أن جعلني أنتظره؟ فهو لم يف بالوعد والعهد، أنا دائما أعيش في لوم، لدرجة أنني تعبت من كثرة لوم لنفسي لدرجة أنني فكرت أن أنهي حياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فردا على استشارتك أقول:

- الزواج رزق من الله تعالى يسير كبقية شؤون الكون وفق قضاء الله تعالى وقدره قال تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء)، وقال: (لما خلق الله القلم قال له اكتب قال وما أكتب، قال: ما هو كائن إلى يوم القيامة)، وقال: (كل شيء بقضاء وقد حتى العجز والكيس) يعني حتى عجز الإنسان وفطنته بقضاء وقدر من الله.

- ما حصل لك كان مقدرا عليك وأنت من تسبب به ذلك؛ لأن الله تعالى قد وضح للإنسان طريق الخير والشر وترك الاختيار له فقال تعالى: (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) فأنت لم تفصلي في موضوع الزواج بل بقيت مترددة ومنتظرة لشخص بوادر معالم عدم إمكان الزواج به واضحة كونه من طائفة أخرى كما قلت.

- عليك أن تكوني راضية بقضاء الله وقدره، فإن من رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط، وإن عظم الجزاء مع عظم البلاء، يقول عليه -الصلاة والسلام-: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله عز وجل إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط).

- هذه الحياة بحلوها ومرها ابتلاء كما قال تعالى: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون) وقد يكون الابتلاء بسبب ذنوب ارتكبها العبد كما قال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) فأكثري من الاستغفار.

- رزقك سيأتيك -بإذن الله- ولا تيأسي فعليك أن توثقي صلتك بالله من خلال المحافظة على الفرائض، والإكثار من النوافل فذلك سيجلب لك الحياة الطيبة كما قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).

- الزمي الاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فذلك من أسباب تفريج الكروب والضوائق كما قال عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك).

- تضرعي إلى ربك بالدعاء وأنت ساجدة وفي أوقات الإجابة أن يفرج الله همك، ويرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة.

- تحري أن يكون شريك حياتك صاحب دين وخلق كما أوصى بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام: ((إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) فالدين والخلق صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها وإن كرهها سرحها بإحسان.

- إياك أن تفكري بالانتحار؛ فذلك سيغضب الله عليك، وستفسدي دنياك وآخرتك وتكوني مستحقة لدخول النار، يقول الله جل وعلا: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما * ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا ) وقاتل نفسه إما أن يكون غير مستحل للفعل فهذا تحت مشيئة الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه بقدر ذنبه ثم يخرج منها يقول عليه الصلاة والسلام: (ومن قتل نفسه بحديدة عذب عليه في نار جهنم) وأما من استحل قتل نفسه فيخلد في نار جهنم ولا يخرج منها أبدا كما قال عليه الصلاة والسلام: (من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا).

- اقطعي تواصلك مع هذا الرجل، وغيري رقم هاتفك، ولا تسمحي له التواصل معك بأي طريقة كانت، وتوبي إلى الله توبة نصوحا من التواصل معه؛ حتى لا يبقى قلبك متعلقا به، وحتى لا يجرك إلى ما لا تحمد عقباه.

أسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، ويفرج همك، ويرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات