كيف يمكنني أن أكون إنسانة متميزة دينا وخلقا؟

0 235

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد قرأت قبل يومين ردكم الكريم على رسالتي السابقة، وقد سعدت لدى قراءتي له، مع أنني تأخرت في ذلك - قرابة شهر-، لأنني كنت أنتظر رسالة على البريد، لكنني استفدت من قراءتي لها، وقد قرأتها أكثر من مرة، كي أفهمها وأستفيد منها، ولكم جزيل الشكر بعد الله سبحانه وتعالى، لأنكم قد رفعتم معنوياتي:

بخصوص الثقة بالنفس: فأنا الآن أحوج ما أكون إلى مثل هذ الكلام، وسوف أحاول تطبيقه على أرض الواقع قريبا جدا -بإذن الله-، وأنها فرع من فروع الثقة بالله، وأنا والحمد لله أثق بربي ثقة كبيرة، وأعلم أن أمر المؤمن كله خير، لكنني أحيانا أشعر أنني ضعيفة الثقة بنفسي، وأردد بيني وبين نفسي الكثير من الأفكار والكلمات السلبية، وأعلم تماما أن هذا سيزيد من الأمر سوء، ولكن أحيانا أشعر أن هذا الأمر فوق طاقتي، وأدرك جيدا أنني أناقض نفسي أحيانا كثيرة، فتارة ترتفع ثقتي وتارة أخرى تخمد تماما، ولكن كلامكم أثر في كثيرا، وقد اقتنعت به أشد الاقتناع، وبإذن الله سوف أحاول تطبيق ما أرشدتموني إليه.

وأما عن شكر النعم وعدم ازدراءها: فأنا ولله الحمد تربيت على شكر نعم الله شكرا كثيرا، لأنني -ولله الحمد- أعيش بين أفراد ووالدين يحباني ويرعياني -مع أننا الآن في هذه الفترة نواجه بعض المشاكل- وأعطاني إخوة أحبهم ويحبونني، أعطاني سمعا وبصرا، وعقلا سليما، أعطاني نعمة الأمن والأمان، أعطاني نعما لا تحصى، فله الحمد والشكر حتى يرضى، فأنا عندما أرى المتسولين في الشوارع أحمد ربي حمدا كثيرا على نعمة المال، وأحاول بقدر المستطاع صرف هذه النعم فيما يحبه ويرضاه.

وبشأن التلاوة: فأنا سوف أتابع -بإذن الله- قراءة القرآن، وفعل الطاعات، ولله الحمد أصلي السنن وصلاة الفجر، وأدعو دائما في كل وقت أن يوفقني الله لما يحبه ويرضاه، وأن يثبتني على دينه، وأن يعينني على شكره وحسن عبادته، وأن يسهل لي أمري كله، ويكفيني شر من أرادني بسوء، ولا أنسى أن أدعو لأسرتي وأهلي، ولجميع المسلمين في كل مكان.

لكنني أريد نصيحتكم بتفصيل وتوضيح جيد إن سمحتم أيها الكرام، حتى أحيط بالموضوع من جوانبه كلها، ولكي أعرف ما علي فعله، ومعذرة على الإطالة، وعدم ترتيب الرسالة، وأشكركم كثيرا على ما قدمتموه لي، فأنا بحاجة له الآن حقا، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حائرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب - مرة أخرى - فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من الصالحات القانتات، وأن يوفقك في دينك ودنياك، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة- فلقد اطلعت على رسالتك السابقة، واطلعت على إجابة أخي الدكتور أحمد الفرجابي، ووجدت أنه حقيقة قدم لك نصائح غالية، وكل الذي أتصوره أنك في حاجة إلى أن تحولي لهذه النصائح إلى واقع عملي، لأنها من - فضل الله تعالى - جامعة وكافية وشافية، ونحن عادة هنا في الموقع لا نكثر من الكلام، حتى لا نشتت صاحب السؤال، فإن كثرة الكلام قد تؤدي إلى تشتيته، وإلى عدم قدرته على تنفيذ المراد.

ولذلك أنا أضيف فقط لهذه النقاط التي أشار إليها نقطة أخرى، وهي: إذا كانت لديك فرصة أن تدخلي على بعض المواقع التي تتكلم عن الثقة بالنفس، حتى تكتسبي مهارة جديدة، إضافة إلى هذه الأشياء التي أشار إليها أخي، أريد أيضا أن تتعلمي مهارات (كيف تكون الثقة بالنفس)، أيضا والألفاظ والعبارات التي تؤدي إلى تعميق الثقة بالنفس، فهذه موجودة، وأعتقد أنك ستستفيدين منها فائدة عظيمة -بإذن الله تعالى- وأضيفي إلى ذلك أيضا ما يتعلق بالمصدر الغني الثري للمسلمين، وهو السيرة.

عظماء الصحابة – رضي الله تعالى عنهم - رجالا ونساء تركوا لنا آثار عجيبة، هذه الآثار وإنجازاتهم وإبداعهم النادر الذي حسدهم عليه القاصي والداني، كان نتيجة لثقتهم بربهم ومولاهم، كما قال الله تبارك وتعالى: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم والوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء} هؤلاء الأبطال العظماء وقفوا في وجه الدنيا كلها، يغيرون الكفر، ويبيدون الظلم والاستعباد والاحتكار والامتهان، وينشرون العدل والرحمة بين العباد، حتى الحيوان استجاب من إنجازاتهم.

فأنا أتمنى أيضا أن تختلسي من وقتك ولو نصف ساعة يوميا لتقرئي في سير صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- خاصة في هذا الجانب، جانب الثقة بالنفس والإنجازات، لأنهم غيروا وجه التاريخ في فترة قصيرة جدا من الزمن، وأنا واثق -إن شاء الله تعالى- أنك -بإذن الله تعالى- سيكون لك دورا أيضا في مسيرة دعم الأمة مع هذه النفس العالية الطيبة، وهذه القدرات الطيبة، والتقييم، وتعبيرك الدقيق عن المشكلة، هذا كله يبشر بخير كثير، وأنا أرى فعلا أننا أمام إنسانة عظيمة، لو أنك رتبت أوقاتك ترتيبا جيدا، وحافظت على دينك أولا.

المحافظة على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم والاستيقاظ، والصلوات في أوقاتها، وأن تكوني على طهارة ما استطعت إلى ذلك سبيلا، قراءة ورد من القرآن الكريم يوميا، قراءة شيء من قصص الصالحين من الصحابة – رضي الله تعالى عنهم - والمبدعين، الذين ملئوا وسودوا صفحات الدنيا بعلمهم واختراعاتهم وأخلاقهم ودينهم، أعتقد أن هذا سيضيف إلى نفسيتك إضافة جديدة، وستشعرين بنفس وثابة عملاقة، و-إن شاء الله- تحطمين كل القيود، وتكونين في الصدارة، سواء كان في أمورك الدنيوية أو أمورك الدينية.

وعليك أيضا باستمطار دعاء الوالدين لك دائما أبدا، والإكثار من الاستغفار، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأبشري بكل خير.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات