أشعر بالنقص والدونية عند التعامل مع الناس بمختلف أشكالهم.. ما توجيهكم؟

0 183

السؤال

السلام عليكم

أشعر بالنقص والدونية عند التعامل مع الناس بمختلف أشكالهم، أشعر أنني أقل من جميع البشر، وأني شخص نكرة لا قيمة لي، أشعر أني أعيش بلا هدف واضح، أو رؤية تعينني على مواصلة الحياة بحماس وإرادة قوية، أفتقد الرغبة والدافعية لفعل أي شيء.

أفتقد الرغبة في الحياة نفسها، أرى أني خلقت بلا هدف، ليس لدي شغف فعل الأشياء، ولا الإقدام على الأمور.

ما توجيهكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لم تخبرنا هل هذه الحالة طارئة أم أنها ملازمة لك؟ ولم تخبرنا هل هذه الحالة بسبب حادث ما؟ كما أنك لم تخبرنا بطريقة تربية أسرتك لك وأسلوب معاملتك وطبيعة طفولتك، فلعل ما تعانيه بسبب ذلك.

- يجب عليك الإكثار من القراءة في تراجم وسير الناجحين، فذلك سيجعلك تتحفز للنجاح والاقتداء والتأسي بهم، فأنت عندك من الصفات الجيدة الشيء الكثير ولا شك، لكنك طمرتها بشعورك السلبي.

- عليك بمصاحبة الناجحين في حياتهم، فذلك سيكسبك التخلق بأخلاقهم النبيلة والرفيق الصالح يدل رفيقه على الخير ويعينه عليه ويكسبه الخبرة في اجتياز العقبات.

- ما تعانيه والله أعلم هو حالة من الأفكار السلبية، فتحتاج إلى علاج سلوكي لتجاهل هذه الأفكار وتحقيرها وإلى زرع التفاؤل في قلبك والانطلاق نحو المستقبل واتخاذ الخطوات الصحيحة لاستعادة الثقة بالنفس والتخطيط للمستقبل، ورسم الأهداف فمع الاستمرار في التدرج والمواجهة شيئا فشيئا سيصبح الأمر طبيعيا بإذن الله.

- احرص على الاختلاط بالناس والتقرب منهم، وشاركهم في بعض الأعمال الاجتماعية والخيرية، واحذر من الانعزال والانطواء، فالشرع الحكيم قد حث عباده المؤمنين في مواضع كثيرة على الاختلاط، وندب إلى المعاملة بالمعروف، وحث على الإحسان، وكان النبي صلى الله عليه وسلم مثلا أعلى لذلك كله.

- استعن بالله ولا تعجز واعلم أن أعظم هدف خلقت من أجله هو عبادة الله تعالى كما قال ربنا جل وعلا: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.

- وثق صلتك بالله تعالى من خلال المحافظة على الفرائض، والإكثار من النوافل، فذلك سيجلب لك الحياة السعيدة كما قال تعالى: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ}، والطاعات والقربات ستجلب لك محبة الناس كما قال تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمٰن ودا}، فاحرص على ما يجلب لك الحياة الطيبة، ومحبة الناس فذلك من جملة الأسباب لتحقيق الثقة في النفس، وتحقق لك القدرة على التخطيط لأهدافك في هذه الحياة، وستولد في نفسك الحماس والإرادة لفعل الكثير من أمور حياتك بإذن الله تعالى، فعلى قدر طاعتك وقربك من الله جل وعلا على قدر ما تكون قوي الثقة بنفسك صلب العزيمة والتوجه.

- درب نفسك على اتخاذ القرارات وتشاور مع زملائك فيما يشكل عليك، فذلك سيكسبك الخبرة ومع الممارسة - - سيسهل الأمر عليك بإذن الله، وإياك والتردد، فذلك هو المحبط والمثبط وصدق الشاعر يوم أن قال:
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة *** فإن فساد الرأي أن تترددا

- ضع نفسك في مكان الاحترام والتقدير، ولا تتهمها، ولا تحتقرها، فأنت عندك من الصفات ما عند الآخرين، ولربما عندك ما ليس عندهم، وما عليك سوى أن تكتشف تلك الصفات الإيجابية، فجرب نفسك من خلال الإقدام على كثير من القضايا ستجد نفسك ناجحا ومبدعا بإذن الله تعالى.

- اعتدل في حياتك ولا تجعل أمرا يطغى على بقية الأمور، فالنبي صلى الله عليه وسلم قد رسم لنا معالم الاعتدال، فقال لعبد الله بن عمرو بن العاص حين شغلته العبادة عن زوجته: (إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولزوجك عليك حقا، ولضيفك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه).

- عليك أن تستمد العون من الله فتضرع إليه بالدعاء، وأنت ساجد، وفي أوقات الإجابة أن يعينك على النجاح في حياتك مع اتخاذ الخطوات الأولى نحو النجاح بإذن الله تعالى.

- نسعد كثيرا في تواصلك في حال أن استجد أي جديد.

أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات