أعاني من نوبات هلع متكررة، فهل السبرالكس مناسب؟

0 241

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاكرا لكم على كل ما تقدمونه في هذا الموقع المبارك، وأسأل الله عز وجل أن يجعله في ميزان حسناتكم، أما بعد:

مشكلتي بدأت في سنة (1429) بدأت معي دقات قلب سريعة، وضيق في النفس، فأسرعت إلى المستشفى، ولم يتم الكشف عن أي مرض، واستمرت معي المشكلة إلى اليوم: خوف، وقلق، وتوتر دائم، وأتحمله، حتى تركت دراستي الجامعية، وسجلت في كلية أخرى، ونفس المشكلة مستمرة، وانتقلت من عمل إلى عمل، وأنا لا أدري ما مشكلتي!

بدأت أقرأ عن نوبات الهلع، ووجدت جميع أعراضها تصيبني تماما، حتى أصبح عندي تشتت ذهني، وعدم تركيز، وكل وقتي أراقب حركة التنفس عندي ودقات القلب، وتهدئة نفسي، وأصبحت تصيبني عند المسجد خصوصا وقت صلاة الجمعة عند الازدحام، وأقطع صلاتي وأذهب مسرعا إلى المنزل، وأحيانا أصلي في المسجد، لكني أحاول أن أتأخر إلى آخر ركعة؛ حتى لا أشعر بالنوبة مرة أخرى.

أصبحت تأتيني حتى في النادي، أو في الممشى لممارسة الرياضة، وحتى في السفر بالطيارة، كنت متجها إلى الرياض ومعي أخي وأقاربي، وحدثت معي نوبة وقلق وخوف، وحرمت أن أسافر بالطيارة أيضا.

والآن أنا مستقر في عملي، لكن يأتيني قلق وتوتر بدون سبب، وتعرق، وخوف، ثم تختفي، وقد اتصلت على عيادة الدكتور طارق الحبيب على أمل إعطائي علاجا دوائيا، لكنه رفض، وقال: نبدأ بالعلاج السلوكي والجلسات. وأنا ما عندي مشكلة بالعلاج السلوكي، وسوف أتقنه من خلال حلقات باليوتيوب، ومن موقعكم أيضا، وتعلم طريقة الاسترخاء التنفسي والعضلي، وإعادة برمجة العقل الباطن، وتحقير المرض، لكن قيمة الجلسات مكلفة جدا ماديا، وشخص مثلي لا يمكنه دفع تلك التكاليف من الجلسات.

تحدثت مع أحد الأشخاص، ونصحني بدواء ممتاز اسمه (سبرالكس) لكني أتمنى أن أعرف من خلالكم العلاج المناسب إذا كان سبرالكس ممتازا، فما الجرعات المناسبة التمهيدية والعلاجية والوقائية؟ وكيفية ترك العلاج، وأيضا سمعت عندكم أنه لا بد من علاج إسعافي عند حدوث النوبات مثل (زانكس) و(اندرال) و(ريميرون)، ولكن المشكلة أن الصيدلية لا تصرف بعض هذه الأدوية إلا بوصفة علاجية.

أتمنى إيجاد الحلول حتى أبدأ ممارسة حياتي بشكل طبيعي، فقد تعبت من العزلة عن المجتمع؛ خوفا من أن أحدا يكشف نقطة ضعفي هذه، فأترك العمل من جديد، وأبحث عن عمل آخر، وهكذا.

شاكرا ومقدرا لكم كل ما تبذلونه من مجهودات جبارة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تركي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي الكريم: من أعراضك واضح أنك تعاني من نوبات هرع، وهذا أدى إلى عسر في مزاجك، حيث إن هذه الحالات قد بدأت لديك من وقت مبكر.

وموضوع العلاج الدوائي مطلوب في حالتك قطعا، والدكتور طارق كان مصيبا حين قال لك: نبدأ بالعلاج السلوكي والجلسات، أعتقد أنه كان يريد فحصك أولا؛ ليتم التثبت من التشخيص، ثم بعد ذلك توضع لك الرزمة العلاجية المناسبة، والعلاج هو أربعة مكونات: العلاج الدوائي، والعلاج النفسي، والعلاج السلوكي، والعلاج الاجتماعي، وكذلك العلاج الإسلامي.

هذه المكونات من العلاج لابد أن تتكامل مع بعضها البعض –أخي الكريم– وأنا أرى أن اطلاعك جيد على أنواع العلاج.

وبالنسبة للدواء: أنا أرى أن تتواصل مع طبيب حتى وإن لم يكن طبيبا نفسيا، معظم أطباء الرعاية الصحية الأولية لديهم خبرة ممتازة جدا في علاج هذه الحالات مثل الهلع والوسواس والقلق؛ لأنها كثرت جدا، والـ (سبرالكس Cipralex) يعتبر من الأدوية الرائعة جدا والمفيدة جدا لعلاج هذه الحالة، خاصة إذا استصحبته بالاسترخاء وتفعيل مبدأ تحقير الخوف والقلق، وأن تصرف انتباهك، بأن تحسن إدارة وقتك. فيا أخي الكريم، اذهب إلى الرعاية الصحية الأولية؛ ليتم وصف الدواء لك.

أما بالنسبة للـ (زانكس Xanax) والـ (إندرال Inderal) فهي بالفعل تستعمل كأدوية إسعافية، لكن أعتقد في حالتك ليست ضرورية؛ لأن حالتك لها ست أو سبع سنوات، ففي هذه الحالة لن تأتيك نوبات أسوأ مما حدث فيما مضى، هذا أؤكده لك، لذا ليس هنالك أي داع لدواء إسعافي، إنما المهم أن تضع البرنامج العلاجي المتكامل (الدواء – العلاج السلوكي – العلاج الاجتماعي – والعلاج الإسلامي) هذه الأربعة حين يطبقها الإنسان يحدث تضافر علاجي كامل وإيجابي.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات