أعاني من الخجل منذ الطفولة ومن الإحراج في بعض المواقف، فماذا أفعل؟

0 179

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع.

أعاني من الخجل منذ الطفولة، ولكن بدأ يزيد بشكل كبير حتى أصبح رهابا اجتماعيا، وقد أخذت بعض العلاجات لمدة 10 سنوات ولكن بصورة متقطعة.

في بداية استعمال الأدوية كانت النتائج أفضل، ثم بدأت تنخفض الاستجابة للأدوية، والآن أصبحت لدي معاناة جديدة وهي: أني أعاني من مواقف محرجة عشتها قبل سنين وأتألم معها، وأياما لا أنام بسبب موقف تافه؛ لماذا فلان لم يسلم علي؟ لماذا فلان تصرف معي هكذا؟ حياتي أصبحت جحيما، لا أحب الخروج من البيت حتى لا أتعرض لموقف محرج، مع أني أصلي وأقرأ الأذكار واحفظ بعض السور من القرآن.

آخر علاج أخذته كان فافرين، وصفه لي طبيب نفسي لمدة 3 أشهر، وتركته، لم أجد تغيرا ملحوظا، فهل أعيد أخذه أم لا؟ وهل هو مفيد لحالتي أم أن هناك دواء آخر أفضل منه؟

أرجوكم ساعدوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طالما كنت تعاني من الخجل منذ الطفولة؛ فهذا يعني أن هذا أصبح سمة من سمات شخصيتك، وحتى إن تحول إلى رهاب اجتماعي وتحسن بعض الشيء، لكن واضح أن ما تشكو منه الآن هو أيضا امتداد لسمات الشخصية السالبة، والآن عندما تقول أنك صرت كثير التساؤل: لماذا لم يسلم علي هذا؟ ولماذا قال لي هذا؟ فهذا يعني أنك شخص حساس حساسية شديدة، هذه من سمات الشخصية الحساسة التي عندها حساسية مفرطة تجاه التعامل مع الآخرين، لذلك تأتي هذه الأشياء وتراجعها بانتظام. هذه حساسية مفرطة، وهذا أيضا سمة من سمات الشخصية.

ولا أستغرب إذ أنك لم تستفد من الـ (فافرين Faverin)! الفافرين -يا أخي الكريم- هو علاج للوسواس القهري، ولكن ما تعاني منه أنت الآن سمة من سمات الشخصية، الأدوية وحدها لن تفيد، الأدوية قد تساعد، ولكن المهم هو أن يكون العلاج علاجا نفسيا، علاج مع معالج نفسي لجلسات معينة، وتكون بانتظام أسبوعيا، يعطيك مهارات سلوكية معينة للتغلب على هذه الحساسية المفرطة وهذا الخجل الشديد تجاه الآخرين، وهذا العلاج يسمى تقوية الذات وإذابة الحساسية في التعامل مع الآخرين، هذا مهم جدا.

ويمكن أن تأخذ علاجات ضد القلق أو ضد التوتر لتساعد في هذه الأشياء، مثلا: الـ (سيرترالين Sertraline) أو ما يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) 50 مليجرام، تبدأ بنصف حبة -أي 25 مليجرام- قبل الليل لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وسوف يبدأ مفعوله بعد أسبوعين، سوف يحصل نوع من التحسن بعد شهر ونصف إلى شهرين، ولا بد أن يكون تناول الزولفت مع علاج نفسي، الدواء لوحده لن يفيد، علاج نفسي مع تناول الدواء، وبعد ذلك يمكن أن تستمر في تناول الدواء لفترة 6 أشهر، وبعد ذلك يمكن التوقف عنه بالتدريج، خفض ربع حبة كل أسبوع حتى تتوقف عنه نهائيا، والعلاج النفسي سوف يكون حسب توجيهات المعالج النفسي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات