أصبحت منعزلة أحس بالنقص وعدم الثقة، ماذا أفعل؟

0 166

السؤال

السلام عليكم

أنا أسماء، عمري (18) سنة، أعاني من مشكل: في السابق كنت اجتماعية وواثقة من نفسي، لكن الآن تغيرت، ولا أعرف السبب حتى إني أصبحت لا أخرج من البيت إلا قليلا، ولا أثق بنفسي ولا بالناس، والداي منفصلان قبل ولادتي، وأحس بالنقص رغم أن أمي موفرة لي كل شيء من أكل، وشرب، وكل شيء أريده، وتحبني ولا تقصر علي، وعمرها ما مدت يدها علي، لكن رغم ذلك أحس بالنقص الدائم وعدم الثقة، ولم أكمل دراستي، فقد خرجت من المدرسة في سن مبكرة، ولم أدخل مرحلة الثانوي، وكل مرة أشعر بالرغبة بالبكاء وبدون سبب، فلهذا أريد أن أعرف إذا كان يلزم أن أذهب إلى طبيب نفسي، بالرغم من أني ذهبت لطبيب نفسي، ولكن عندما جلست أصبحت أبكي بشدة، ولا أعرف لماذا؟

أرجو الرد علي، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ asmaa حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أنا أقدر كثيرا الوضع التربوي وظروف التنشئة التي عشتها، انفصال الوالدين قطعا له تبعات سلبية في بعض الأحيان، لكن -أيتها الفاضلة الكريمة– أنت الآن دخلت في بدايات عمر الإدراك، أنت الآن لك فكر، ولك -إن شاء الله تعالى- مشاعر إيجابية، ولك وسائلك التي تجعلك تكونين أكثر إيجابية وأكثر نفعا لنفسك.

قطعا أمر مؤسف أنك لم تستطيعي أن تواصلي دراستك، وأنا أحبذ حقيقة أن تركزي على هذا الموضوع، لا بد أن تبدئي وبصورة فورية في البحث عن وسيلة دراسية، تعليم ليلي، تعليم عن طريق الكورسات، الذهاب لمراكز حفظ القرآن، المهم أنك لا بد أن تنخرطي مرة أخرى في التعليم، وبفضل من الله تعالى الآن السبل التعليمية كثيرة جدا، حتى وإن فقد الإنسان فرصته في التعليم النظامي المتدرج المعروف يمكن أن يجد وسيلة أخرى، أنا أريدك أن تجعلي هذا هو مشروع عمرك، والإنسان الذي ليس لديه مشروع عمر يحس بكثير من اللا فائدة في حياته، أي تكون حياته منقوصة، حياته معلولة، حياته ناقصة، فأنت -جزاك الله خيرا– خذي نصيحتي هذه وتدارسيها.

الاكتئاب يهزم بهذه الوسائل، ومثلك يجب ألا يكتئب في هذا العمر الجميل، العمر الطيب، يجب أن تنظري إلى الحياة بقوة، الحياة الآن لكم أنتم الشباب، فأخرجي نفسك من هذا المستقنع، أخرجي نفسك بقوة وبأمل وبرجاء. هذا هو المطلوب، وعليك أن تبني علاقات طيبة مع الصالحات من البنات، الإنسان يحتاج لمن يؤازره، يحتاج لمن يشجعه، يحتاج لمن يثبت عنده الإيجابيات ويساعده على تقليص السلبيات.

حبك لوالدتك أمر أعجبني كثيرا، وهذا من برها، ويجب أن يحظى والدك أيضا بشيء من البر، هذا أمر مهم جدا.

فالعلاج الأساسي ذكرته لك: الانخراط في التعليم، كسر الفكر السلبي، النظرة الإيجابية المستقبلية، وأن تشعري بقيمة نفسك، وأن تبني علاقات اجتماعية نسوية، هذا مهم جدا. ربما تحتاجين أيضا لأحد محسنات المزاج، دواء واحد تتناولينه من ثلاثة إلى ستة أشهر، وحين تذهبين إلى الطبيب النفسي أنا متأكد أنه سوف يصف لك أحد هذه الأدوية، وإن شاء الله تعالى تنتفعين بذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات