تنتابني رغبة شديدة في دخول الحمام كلما خرجت من المنزل... فما طبيعة هذه الحالة؟

0 187

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي تسبب لي إحراجا كبيرا، وتتعبني وتنغص علي حياتي منذ 11 سنة، ولا أدري ما أسبابها، هل هي نفسية؟ أم عضوية؟ يجب أن أنوه في البداية أنني مريضة بالقولون، وقبل 8 سنوات عملت تحاليلا بسبب هذه المشكلة، وكانت النتيجة سليمة، فقط أعاني من القولون.

المشكلة هي أنني عند الخروج من البيت، أو عند نية الخروج، تنتابني حالة اضطراب، وقلق، وأشعر أنني أريد الذهاب إلى دورة المياه، وعند الخروج من البيت تزداد الحالة، وأدخل الحمام مرة أو مرتين، ويكون معي مثل الإسهال، وأظل في توتر إلى أن أرجع إلى البيت، وأنا عادة برازي لين أو مفتت حتى بالمنزل، لكن عند وجودي في المنزل، أو في مكان يوجد به حمام، لا أدخل الحمام كثيرا، وأظل ساعات طويلة تصل إلى 12 ساعة لا أحتاج إلى الحمام، ويزداد الاضطراب عندما أكون في أماكن بعيدة عن دورات المياه كسفر، أو طلعة بر، أو سوق، أو مكان مزدحم، وحتى عند الوقوف عند إشارات المرور، وعندما أعود للمنزل لا أشعر بشيء من ذلك.

لقد تعبت نفسيتي، وأريد حلا لهذه المشكلة، أحب أن أخرج وأتمشى، وأتمنى لو كنت طبيعية مثل غيري؛ لكي أتمتع بحياتي، مع أنني حاولت أكثر من مرة أخرج فيها من المنزل، وأن لا أفكر بهذا الموضوع، لكنني أفشل.

مع العلم أنني كنت أدرس في جامعة بعيدة عن بيتي لمدة 45 دقيقة خلال السنوات التي كنت أداوم فيها، كنت شبه متأقلمة مع الوضع، ولا أضطرب كثيرا، وأذهب إلى أماكن بعيدة بدون أن أقلق كما الآن.

أما الآن ومنذ 3 سنوات عاطلة، وخلالها لم أخرج من المنزل كثيرا، ولا أسافر، ولا أذهب لمشوار بعيد عن بيتي أبدا، المشكلة أنني الآن أرفض الزواج بسبب هذه المشكلة المحرجة، لأنني لا أستطيع الخروج من المنزل، أو أسافر وأنا بهذا الوضع.

أرجو من الله ثم منكم مساعدتي بتوضيح طبيعة مرضي، وهل هناك حاجة للذهاب إلى طبيب نفسي؟ وهل هناك علاج يخلصني من هذه المشكلة نهائيا بعد الله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lala حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
حالتك هي ظاهرة وليست مرضا حقيقيا، وهذه الظاهرة تتمثل في وجود قلق المخاوف، وقلقك هذا مرتبط بظرف معين وأماكن معينة، وهذا نحب أن نسميه بالقلق والمخاوف الظرفية، ويحمل سمات ما يسمى برهاب الساحة، وهو تغيرات نفسية والقلق والمخاوف وبعض التغيرات الجسدية تحدث لبعض الناس حين يفتقدون أمان المنزل، وأعراض القولون بالنسبة للذين يعانون منها خاصة لفترات طويلة هي دليل واضح على وجود القلق.

حالتك - أيتها الفاضلة الكريمة – هي حالة نفسوجسدية، يعني ما تحسين به من أعراض جسدية كالرغبة في الذهاب إلى الحمام وخلافه هي مرتبطة بالظرف القلقي وليس أكثر من ذلك.

العلاج سهل جدا: التجاهل التام، عدم الرجوع إلى المنزل حتى ولو كان هنالك إلحاحا للدخول إلى الحمام، التناسي، ممارسة الرياضة بكثافة، تطبيق التمارين الاسترخائية، ويا حبذا لو قام أحدا بتدريبك على هذه التمارين، إما أخصائي نفسي أو طبيب نفسي، علما بأنه توجد أشرطة فيديو و(CD) وكتيبات بالمكتبات توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، وتوجد مواقع كثيرة على الإنترنت، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أوضحنا فيها كيفية تطبيق هذه التمارين، فيمكن الاستفادة مما هو متوفر.

أيتها الفاضلة الكريمة: تناول أحد مضادات قلق المخاوف سيفيدك كثيرا، عقار مثل الـ (لسترال Lustral) والذي يعرف تجاريا أيضا باسم (زولفت Zoloft) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) سيكون مفيدا جدا، يمكنك أن تذهبي إلى طبيبة الرعاية الصحية الأولية لتصف لك هذا الدواء، فهو بسيط وبسيط جدا، والجرعة هي خمسة وعشرون مليجراما – أي نصف حبة – ليلا لمدة شهر، ثم حبة واحدة ليلا لمدة شهرين، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، وقطعا إذا ذهبت إلى الطبيب النفسي هذا سيكون أفضل أيضا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات