حامل وأعيش حالة من الاكتئاب والضغوط النفسية!

0 175

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة متزوجة، وحامل في الشهر الثالث، مررت ببعض الأزمات والضغوطات النفسية قبل معرفتي بحملي، وازدادت بمعرفتي به، لأنني لم أخطط له، فأنا أخشى ألا أوفق بين العمل والبيت وطفلتي ذات الأربع سنوات.

منذ أن رزقت بطفلتي الأولى أصبحت إنسانة عصبية وسريعة الانفعال، فأنا أعيش بعيدة عن أهلي، وغير اجتماعية، أصبحت أحس بالوحدة والخمول، ولم أعد أقوى على فعل أي شيء، ولم يعد للحياة طعم.

يصيبني ملل شديد، ولم أستطع النوم، وتنتابني نوبات من الفزع والخوف، وقد ذهبت لطبيب نفسي ووصف حالتي بأن لدي اكتئاب الحمل، ووصف لي (tofranil) ودواء آخر، ولكنني استعملته أسبوعا فقط، بعد أن خفت على الجنين، فقد كانت تنتابني أفكار سلبية أنه يجب علي التخلص من الجنين؛ لأنه السبب في معاناتي، أرجوك أفدني يا دكتور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غزلان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

استشارتك تدل أنك فعلا تمرين بمزاج اكتئابي، وحقيقة هذا المزاج الاكتئابي أساسه الفكر السلبي حول الحمل وعدم استعدادك لتقبله، وكما تفضلت ما أسميته بالأزمات النفسية التي مررت بها كانت أيضا عاملا لهذا المزاج الاكتئابي.

المهم والضروري جدا جدا هو ألا تقبلي هذا الفكر السلبي، وأن تقبلي على هذا الحمل بكل أريحية، وبكل انشراح ومحبة، وبكل تفاؤل، فهذه الأجنة نعمة عظيمة من الله تعالى، كم من الناس حرموا منها؟! لا بد أن ترفضي هذا الفكر السلبي، وتبني فكرا إيجابيا كما ذكرت لك.

الاكتئاب النفسي يهزم من خلال التأمل والتدبر المعرفي الذي يقودك لأن ترفضي تماما الفكر السلبي مهما كان مسيطرا ومهيمنا وتستبدليه بفكر إيجابي، وهذا ليس مستحيلا - أيتها الفاضلة الكريمة – وإذا نظرت لحياتك كلها سوف تجدين فيها جماليات كثيرة، وسوف تجدين فيها أشياء مبهرة، لكن الفكر السلبي الاكتئابي أنساك كل هذا، وأصبح مطبقا عليك، مما جعلك تتحدثين عن الأفكار التشاؤمية التي ذكرتها في نهاية رسالتك.

أسأل الله تعالى أن يحفظك، وأن يهب لك الذرية الصالحة، فانتبهي لبيتك، ولزوجك، ولأولادك، واحرصي على عباداتك، وأكثري من التواصل الاجتماعي، وأكثري من الاطلاعات والقراءة، وأدخلي إدخالات جديدة على حياتك، بهذه الكيفية تستطيعين -إن شاء الله تعالى- الخروج من هذا العسر النفسي الذي أنت فيه.

الدواء الذي وصف لك لا بأس به، فعقار (تفرانيل Tofranil)/(امبرمين Imipramine) يعتبر من الأدوية السليمة في أثناء الحمل، حتى في مراحل تخليق الأجنة، والدواء الثاني الذي نصفه هو الـ (بروزاك Prozac) والذي يسمى علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine) هذا أيضا دواء رائع جدا، لكن استمري على نفس الدواء، وراجعي طبيبك، والمهم في الأمر هو التغيير الذي يجب أن يأتي منك أنت وبإرادتك، وتذكر هذه الجماليات العظيمة في حالتك، لا تجعلي أبدا الطريق ممهدا أمام الاكتئاب ليهزمك من خلال تسليط الأفكار السلبية عليك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات