فقدت الأمل والسعادة وتبلدت مشاعري فماذا أفعل؟

0 234

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 23 عاما، وأعاني من فقدان السعادة والأمل، أشعر بالملل من الحياة، وفاقدة للشهية، أكلي قليل جدا، وزني 40، وطولي 157، شخصيتي حساسة جدا، وأقوم بأخذ الأمور على محمل الجد، وأجد صعوبة باتخاذ القرارت والفهم، ويجب أن يعاد الكلام عدة مرات حتى أفهم، لا يمكنني أن أشعر بالسعادة، تراودني هذه المشاعر منذ سنة، لم أتغير، وأجد صعوبة في عمل الأشياء، أفتقد للحماس، وأعاني من تبلد المشاعر، أغضب كثيرا، وأهلي يرفضون فكرة الذهاب إلى مستشار نفسي، فما هو الحل؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيتها الفاضلة الكريمة: من المفترض أن تجري بعض الفحوصات الطبية، وهذا لا يتطلب إلا الذهاب إلى طبيب المركز الصحي، طبيبة الأسرة تستطيع أن تقوم بفحصك وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، وذلك لمعرفة مستوى الدم لديك، انخفاض الوزن: هذا ربما يكون أيضا يحمل معه انخفاض في نسبة (هيموجلوبين Haemoglobin)، أي أنه لديك فقر في الدم، ويجب التأكد من كل الوظائف الرئيسية: وظائف الكلى، وظائف الكبد، مستوى فيتامين (د) وفيتامين (ب12)، وكذلك وظائف الغدة الدرقية، هذه فحوصات أساسية.

لا تنزعجي أبدا لما ذكرته لك، أنا أريد لك أن تكوني في أحسن حالة صحية، ولا بد أن نتأكد من وظائف الجسد، ولا أعتقد أبدا أن أسرتك سوف ترفض ذهابك إلى طبيبة الأسرة، وأطباء الأسرة لديهم خبرة جيدة جدا فيما يتعلق بالحالات النفسية، خاصة أن حالتك هي حالة بسيطة.

أنا لا أنكر وجود جانب نفسي، من الواضح أنه لديك شيء من القلق ومزاج اكتئابي، ليس باكتئاب شديد أبدا، إنما القلق هو المهيمن، وهو الذي جعلك تكونين حساسة جدا ويكون هنالك نوع من التردد وضعفا في التركيز وعدم الشعور بالراحة النفسية، هذا كله -إن شاء الله تعالى- يزول، من ناحية الطبيبة سوف تصف لك أحد محسنات المزاج، دواء بسيط يفتح شهيتك، يحسن من نومك، -إن شاء الله تعالى- يحسن مزاجك، وتوجد أدوية بسيطة جدا مثل عقار مثل (تربتزول Tryptizol)، والذي يسمى علميا باسم (امتربتلين Amtriptyline)، دواء قديم ويعرفه كل الأطباء، وهو جيد جدا وزهيد الثمن. هذا من ناحية العلاج الدوائي.

يأتي بعد ذلك: الحرص على أن تكوني إيجابية في الحياة، لا بد أن تجتهدي، أنت صغيرة في السن، أنت في بدايات سن الشباب، حباك الله تعالى بطاقات عظيمة جدا، فيجب أن تكوني فتاة نشيطة، فتاة لبقة، فتاة منتجة، تجتهدي لأن تكوني شخصا فعالا في أسرتك، تكوني صاحبة اقتراحات، تكوني صاحبة مبادرات، صاحبة مساهمات، ساعية دائما في بر والديك وإخوتك، تنظيم البيت، ترتيب الغرف، تدبير المطبخ... هذا يعطيك شعورا كبيرا جدا بالفعالية وبالسعادة، السعادة يجب أن تصنع، السعادة يجب أن تجلب، السعادة لا تأتي لوحدها أبدا.

وأن تنظمي وقتك، وتمارسي شيئا من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، أن تحرصي على النوم الليلي في وقته، وتتجنبي النوم النهاري، أن تقرئي، أن تطلعي، أن تشاهدي البرامج التلفزيونية الجميلة، أن تخرجي للمناسبات مع الأسرة، هذا كله يجلب السعادة، ويحسن المزاج مما يؤدي إلى تحسين التركيز.

الصلاة في وقتها، أذكار الصباح والمساء، القرآن يحسن كثيرا التركيز، وهذا أمر لا شك فيه، وأنت في بلد القرآن -أيتها الفاضلة الكريمة- يمكنك أن تذهبي وتنضمي لأحد مراكز تحفيظ القرآن، تتعلمي، تتواصلي مع الصالحات من البنات، هناك سوف تحسين أن حياتك أصبح لها قيمة وقيمة كبيرة جدا.

أرجو أن تطبقي ما ذكرته لك، وأنا متأكد أن مشاعرك سوف تكون أكثر إيجابية، وسوف تنطلقي نحو المستقبل بطريقة أفضل، وتسعين لإسعاد نفسك وإسعاد من حولك وكل من تحبين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات