ما سبب هذه الآلام؟ وكيف أنظم وقتي؟

0 261

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب في الصف الثالث الثانوي، شعرت منذ حوالي شهر بألم خلف الرأس من الجهة اليمنى قرب الأذن اليمنى، وجع غريب من نوعه، أشعر بضغط في تلك المنطقة، ومنذ أسبوعين عيوني أصبحت حمراء، وأظن ذلك حساسية، وأشعر بحرقة فيهما، ومنذ أكثر من شهرين شعرت بالآلام في منطقه القلب والصدر، فذهبت لعمل التحاليل الطبية، وكان كل شيء سليما، ومن بعدها ذهب ألم القلب.

لا أعلم ما بي؟! هل هذا وسواس بسبب الدراسة والتوتر؟

سؤال آخر: كيف يمكن أن أنظم وقتي بين الدراسة والنوم والاستراحة؟

يجب علي أن أدرس كثيرا؛ لأحقق حلمي، ولم يعد لدي سوى (5) أشهر للامتحان.

شكرا لكم جميعا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا الألم الذي تحس به خلف الرأس ربما يكون ناتجا من انشداد عضلي، أو التهاب في الأذن مثلا. النوم في وضعية خاطئة يسبب انقباضات شديدة في عضلات الرقبة وفروة الرأس؛ مما ينتج عنه آلام في الرأس، فحاول أن تصحح طريقة نومك، وفي ذات الوقت اذهب إلى الطبيب لتفحص الأذن.

وأعتقد أنه أيضا يجب أن تفحص العينان؛ للتأكد من موضوع الحساسية، وسيكون من الجميل جدا إذا عرفت أيضا مستوى ضغط العين لديك؛ لأن أحد علامات ارتفاع ضغط العين في بعض الأحيان هو الاحمرار وهو الألم. لا أتوقع أنك تعاني من هذا الشيء، لكن فقط من أجل التأكد، فإذا كان بالإمكان أن تذهب لطبيب عيون؛ ليقيس ضغط العين هذا جيد، وإن لم يكن ممكنا فلا تنشغل، وإن شاء الله تعالى من خلال علاج حساسية العين سوف تتحسن أحوالك كثيرا.

شعورك بألم بمنطقة القلب، القلب ليس به ألم، أؤكد لك أن قلبك سليم حتى دون أن تفحص، هذا ألم ناتج من القلق العام الذي تعاني منه، والذي يحدث أن القلق يؤدي إلى توتر نفسي، والتوتر النفسي يؤدي إلى توتر عضلي، وأكثر العضلات تأثرا هي عضلات القفص الصدري؛ مما يعطي الإنسان الانطباع بأنه يعاني من ألم في القلب أو وخز أو شيء من هذا القبيل، فهذا كله ناتج من القلق والتوتر، فلا تنزعج.

بالنسبة لموضوع الدراسة وكيفية تنظيم الوقت: أولا لا بد أن تكون لك دافعية من أجل النجاح، وهذه نية يعقدها الإنسان، لا بد أن أنجح، والنية في الأمور تعني العزم والقصد، فإن توفرت النية تحققت -إن شاء الله تعالى- الطموحات والآمال. هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: حين نتحدث عن تنظيم الوقت والدراسة بجدية وكثافة لا نعني أن يحرم الإنسان نفسه من الراحة، لا، الراحة مهمة، الترفيه على النفس بما هو طيب مهم، وهذا كله يمكن أن يحققه الإنسان، وفي ذات الوقت يدرس دراسة صحيحة.

أولا: أنصحك بالنوم المبكر، قد لا تتفق معي في هذا، لكن –ابني الفاضل– السهر المتواصل لا فائدة منه، فاحرص على النوم الليلي المبكر، وتجنب النوم النهاري، والنوم الليلي المبكر سوف يتيح لك الاستيقاظ؛ لتصلي الفجر ثم تدرس ساعتين بعد الفجر قبل أن تذهب إلى مكان دراستك. هاتان الساعتان من حيث القيمة الاستيعابية والأكاديمية والتحصيل الدراسي تعادل أربع أو خمس ساعات من القراءة المستمرة في بقية اليوم، هذا الأمر مثبت ومؤكد؛ لأن في فترة الصباح وحين يستيقظ الإنسان من النوم تكون خلايا الدماغ في حالة استقرار؛ لأن النوم يؤدي إلى ترميمها وحسن التواصل ما بينها، وتنظيم الكيميائيات الدماغية، قال تعالى: {وجعلنا الليل لباسا * وجعلنا النهار معاشا}، وقال: {فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم} فابتغ فضل الله تعالى من تحصيل رزقك (العلم والتعلم) في الصباح الباكر المبارك؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (اللهم بارك لأمتي في بكورها).

فيا أيها الفاضل الكريم: احرص على هذا النمط، وخاصة مواد الحفظ تدارسها في الصباح، بعد ذلك اذهب إلى مدرستك، وسوف تجد أن ما درسته في الصباح ساعدك كثيرا ورفع من معنوياتك، لأنك قد أنجزت، وهذا سوف يؤدي إلى تحسين في تركيزك في الحصص، بعد ذلك ارجع من المدرسة، خذ قسطا من الراحة بعد تناول طعام الغداء، بعد ذلك صل صلاة العصر، وقم ببعض التمارين الرياضية البسيطة، ثم اجلس لتدرس حتى صلاة المغرب، بعد ذلك رفه عن نفسك بشيء بسيط، أي شيء تحبه، ثم واصل الدراسة والمذاكرة لمدة ساعتين أيضا بعد صلاة العشاء.

إذن الأمر في غاية البساطة، خارطة ذهنية زمنية واضحة المعالم، التزام تام بالتنفيذ، وأن تكون لك الرغبة والدافعية في النجاح، وفي عطلة نهاية الأسبوع مثلا يمكنك أن تتفق مع بعض أصدقائك من المتميزين وذلك من أجل الدراسة الجمعية، ومناقشة بعض الموضوعات التي قد تكون فيها صعوبة نسبيا أو غير واضحة، أو من أجل حل الامتحانات السابقة، هذا أمر أنصح به أيضا.

واعلم -أيها الفاضل الكريم- أن فترة الخمسة أشهر إذا قمت باستغلالها الاستغلال التام هي فترة كافية جدا، حتى وإن كان وضعك الحالي من ناحية المذاكرة غير جيد، فأعتقد أنك يمكن أن تلحق بركب المتفوقين إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات