أعاني من الخوف والقلق ومشاكل أخرى، هل من علاج لحالتي؟

0 363

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكر جميع القائمين على هذا الموقع المتميز.

دكتورنا العزيز: عندي الكثير من المشاكل، ولا أعرف كيف أسردها، ولا أعلم ما حلها، وهل هي نفسية أم عضوية؟ وهل كلها مرتبطة ببعضها البعض؟

المهم سأبدأ بسردها كنقاط، وأتمنى أن تدخل الفكرة في ذهنك -دكتورنا الفاضل-:
1- أشعر بقلق دائم وتوتر وضيق في الصدر، واكتئاب، ولا أعلم ما مصدرها، ولكنها مصاحبة لي بشكل دائم ليلا ونهارا، مزاجي دائما سيء، وأكره الجلوس مع الآخرين حتى مع أسرتي، فأهملت كل شيء في حياتي حتى أولادي، وأحيانا تأتيني نوبة فزع وضيق شديد في الصدر، وبالخصوص في منطقة فم المعدة، أي تحت الصدر تماما، ومنها لا أستطيع النوم ولا حتى التمدد، وإنما أجلس، ورغم شعوري بالنوم الشديد إلا أنه عندما أبدأ بالنوم تأتيني نوبة الفزع هذه والضيق، وحصلت لي أربع مرات حتى إني أجلس مستيقظا أربعة إلى خمسة أيام، ولكن حاليا -الحمد لله- لا تأتيني، وأخاف بشدة أن ترجع لي.

2- أشعر بالكسل الشديد الذي لا يحتمل، فصرت لا أرغب بعمل أي شيء، وضيعت نفسي وعملي وأسرتي، لا أريد أن أعمل شيئا، علما أن شغلي في التجارة، ويحتاج للاندماج مع الناس، ولكني أكره حتى أن أذهب للتسوق للمحل، فأجلس في البيت كثيرا رغم شعوري بالضيق الشديد، وأهمل حتى أعمالي المهمة، وأؤجلها من يوم لآخر، حتى إني لا أزور أحدا، وصرت شبه وحيد لا أملك الكثير من الأصدقاء.

3- الخوف الشديد من كل شيء، حتى إني أتجنب الكثير، وأخاف من أشياء تافهة، فمثلا: عندما أجلس أحب أن ألعب بالموبايل أو اللاب توب، أو مشاهدة التلفاز، وإذا اختفت إحداها أجلس أفكر كثيرا، ولا بد أن أشحن الموبايل واللاب توب، ولا أستطيع الجلوس أو النوم إلا وهي كما أرغب، وأيضا كنت أصلي بالناس طبيعيا جدا، والآن من الخوف صرت أنسى حتى السور الصغيرة، فأخاف أن أصلي بالناس، أو أن أتواجه معهم، أو أن أتناقش معهم، والخوف هذا حتى من أبسط ما تتوقع، حتى إنني أحرج من أبسط كلمة تخرج مني، وأفكر كثيرا بما قلته.

4- النوم، وهي مشكلة كبرى بالنسبة لي، فأحيانا أنام ولا أدري بنفسي، وأحيانا مجرد كأني أغمض عيني فقط، وأجلس مستيقظا إلى اليوم الثاني، وأنام حتى الظهر، ولا أستطيع أن أقوم من مكاني في الصباح أبدا بسبب الكسل والشعور بالنوم وكأن شيئا ماسكا بي، ولا أقوى على القيام، وإذا صحوت حتى بعد أن أغسل وجهي لا أزال أرغب بالعودة للفراش، وأتثاءب طوال اليوم، وأحيانا النشاط يأتيني ليلا، وبسبب هذه المشكلة ضيعت عملي وأولادي وحياتي، وأؤجل الأعمال، وهكذا...

5- المصيبة هذه هي النسيان، صرت أنسى سريعا حتى أسماء مقربين لدي، ولا أستطيع المذاكرة، وأنا الآن في الماجستير، أذاكر وأنسى بسرعة، وعندي أيضا قلة التركيز والتشتت، وأفكار سيئة أحيانا، ولا أستطيع حتى التركيز على أي شيء، وأحتاج لفهم الشيء فترة أطول، رغم أنها لم تكن فيني.

6- أستخدم علاجات وأدوية نفسية، منها: سيبرلاكس، والفافرين، وأوليكسابين، وغيرها من الأدوية عندما استشرت طبيبا، ولكني كنت أشتكي فقط من النوبة التي كانت تأتيني والضيق في الصدر، وكل المشاكل الأخرى التي تكلمت عنها جاءتني بعد استخدام الأدوية النفسية، فأوقفتها كلها؛ لأني لم أجد منها فائدة، وإنما زاد المرض في، وكثرت المشاكل.

7- بسبب الأدوية النفسية ظهرت مشكلة جديدة، وهي الضعف الجنسي رغم أنها لم تكن عندي، فأصابني ضعف في الانتصاب، وسرعة القذف، فأصبت بانهيار كبير، وإحراج كبير، حتى إني صرت أبتعد عن زوجتي كثيرا، رغم أني كنت في أحسن حال، ولله الحمد.

وأخيرا -دكتورنا الفاضل-: بالنسبة للأمراض العضوية، كان عندي تقرح في المعدة، ولكني تعالجت منها، وصرت أحسن، ولم ترجع إلي -ولله الحمد- ولكن عندي القولون العصبي، ولا أعلم إن كانت كل هذه الأعراض منها، ولا أتوقع، فأخذت جرعة من علاج دوجماتيل فترة أربعة أشهر، وأوقفتها الآن، وعندي أيضا انخفاض دائم للضغط، وأنا أيضا عصبي بشدة، ولا أتحمل الكلمة، واعذرني على الإطالة، ولكني لم أجد من يسمعني.

هذا ما لدي، وأتمنى أن أجد الحل المناسب لمشكلتي عندك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فسردك للمشاكل والأعراض التي تعاني منها واضح جدا، فقد أوضحت ما تعانيه بصورة سلسة، وفيها كل التفاصيل، المشاكل التي تعاني منها هي مشاكل نفسية وليست عضوية، وهي قلق وهلع واكتئاب، ويمكن أن ترتبط مع بعضها.

نوبات الهلع هي جزء من القلق، وأحيانا نوبات الهلع تؤدي إلى الاكتئاب النفسي، وفي كثير من الأحيان الاكتئاب النفسي نفسه أصحابه يعانون من القلق، ثلاثون بالمائة من أصحاب الاكتئاب النفسي تجيئهم أعراض للقلق، فإذا هناك ارتباط فيما بين الاكتئاب والقلق، ولكن الشيء الوحيد الذي لم تذكره هو: منذ متى بدأت معك أعراض القلق خاصة؟ هل من فترة معينة؟ أم منذ فترة طويلة وأنت نفسك تعاني وتشعر بهذه الأشياء؟

على أي حال كل هذه المشاكل عبارة عن قلق واكتئاب وهلع، وقد تحسنت نوبات الهلع، ولكن كما ذكرت أن الأعراض الأخرى بدأت بعد استعمالك للأدوية النفسية، وقد تكون هذه مصادفة؛ لأن الأدوية النفسية الثلاثة التي تستعملها اثنان منها يعالجان الاكتئاب النفسي والقلق، فلا يمكن أن يسببا الاكتئاب النفسي، ولكن الـ (أوليكسابين) أو ما يسمى علميا (أولانزبين Olanzapine)، ويعرف تجاريا باسم (زبراكسا Zyprexa) لا يعالج الاكتئاب النفسي، ولا يحدث اكتئابا نفسيا، لكن أتفق معك أن الأدوية النفسية قد تسبب مشاكل جنسية، وقد يكون هذا ما سبب لك الاكتئاب والضيق.

على أي حال: أرى أن تقابل طبيبا نفسيا آخر؛ ليقوم بفحصك فحصا دقيقا وأخذ التاريخ المرضي -مرة أخرى- وفحص الحالة حتى يتبين وجود اكتئاب نفسي من عدمه، ومن ثم إعطاؤك العلاج المناسب، أو إذا كان بالإمكان أن تقابل معالجا نفسيا، وتجرب جلسات نفسية للعلاج النفسي بدون أدوية، فقد يفيدك هذا من الأعراض التي تعاني منها الآن، وبما فيها حتى الضعف الجنسي؛ لأن الضعف الجنسي الناتج عن استعمال الأدوية بمجرد التوقف عن الأدوية فيجب أن يعود الشخص إلى حالته الطبيعية، إلا إذا كان أصبح الموضوع نفسيا، فإذا الجلسات النفسية مفيدة، أو الذهاب إلى طبيب نفسي آخر؛ لإعادة التقييم، ومن ثم التشخيص المناسب، وقد يتطلب إعطاؤك أدوية، الآن هناك أدوية نفسية كثيرة لا تسبب المشاكل الجنسية أو الضعف الجنسي، وتساعد في علاج الاكتئاب والقلق.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات