السلام عليكم

أعاني من اكتئاب حاد مع الميولات الانتحارية، وأشعر بيأس وإحباط شديد، أرجو المساعدة، وشكرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أدري إن كانت هناك مشكلة تواجهك الآن في حياتك أم لا؟ إذا كانت هناك مشكلة ما في العمل، أو في الدراسة، أو في الحياة بصورة عامة مما أدى إلى الاكتئاب الحاد فيجب التعامل مع هذه المشاكل، وإلا فيجب علاج الاكتئاب النفسي، والاكتئاب النفسي الآن من أكثر الأمراض التي لها علاج فعال -إن شاء الله تعالى- بواسطة الطب النفسي، فيجب ألا تيأسي.

الميول الانتحارية هي جزء من الاكتئاب النفسي، ولكن بالعلاج -إن شاء الله تعالى- تختفي كلها وتعودين طبيعية، فالاكتئاب النفسي الآن يعالج بفعالية وبكفاءة عند معظم الأطباء النفسيين، فيجب عليك أن تعرضي نفسك على أقرب طبيب نفسي، وتشرحي حالتك له في أقرب وقت، لأن العلاج المبكر يؤدي إلى عدم تفاقم المشكلة، وإن شاء الله تعالى يعطيك الطبيب العلاج اللازم الذي يزيل عنك الكآبة، ويعيد إليك البسمة، وتشعرين بالسعادة.

ما عليك إلا الإسراع - يا ابنتي - بالتوجه إلى طبيب نفسي لتعرضي نفسك عليه، أحيانا الكلام مع الطبيب النفسي يكون مهما جدا ويساهم في العلاج حتى قبل استعمال الأدوية، فالكلام عما تحسين به ومقابلة الطبيب هي جزء من العلاج، فإذا لا تتأخري في مقابلة طبيب نفسي لمساعدتك وعلاجك، ويمكنك أن تتحدثي مع شخص أيضا قريب لك، أو شخص تثقين به لتفريغ ما بداخلك وتشرحي له ما يدور في مكنون نفسك، لأن الكتمان حتى للأشياء البسيطة يؤدي إلى احتقان النفس، واحتقان النفس كاحتقان الأنف، واحتقان النفس وعدم التفريغ ما بداخل الإنسان يؤدي إلى الاكتئاب، وحتى يساعدك من تثقين به أيضا في الذهاب إلى طبيب نفسي ومقابلته.

وفقك الله وسدد خطاك.