أعاني قلقًا من إصابتي بارتجاع الصمام (المترالي)؛ مما أثر على نومي وحياتي.

0 237

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر القائمين على هذا الموقع المبارك؛ والذي استفادت منه شريحة كبيرة من عالمنا العربي، جزى الله القائمين عليه خير الجزاء، ونفع بهم الأمة الإسلامية.

أود طرح استشارتي لعلي أجد الجواب الشافي؛ لأني أرهقت من كثرة التفكير.

العمر 24 سنة، غير مدخن، ولا أعاني من سكر ولا ضغط -ولله الحمد والمنة-، وأنا ذو شخصية قلقة نوعا ما.

أعاني من بعض المشاكل الصدرية، وبالتحديد في القلب، بداية وقبل أربع سنوات أصابني ألم في منطقة القلب، واستمر لبضع ساعات، ذهبت للنوم، وعند الاستيقاظ شعرت وكأن شيئا يضغط على أسفل قلبي؛ عند آخر ضلع للقفص الصدري، فجعت، وكنت خائفا أن أخبر أحدا، فجلست أقرأ بعض الآيات على نفسي، بدأ الألم بالزوال تدريجيا حتى اختفى بالكامل.

استمرت تأتيني وخزات في القلب بعدها بأيام، ثم ذهبت إلى المستشفى، وعملوا لي تخطيطا للقلب، وقال الطبيب: بأني لا أعاني من شيء، وخرجت، وخف الألم، واستمرت الوخزات تأتيني من فترة لأخرى، وخصوصا عند الجوع، وعندما أتجشأ يختفي الألم في القلب، واستمررت على هذه الحالة حوالي أربع سنوات.

الذي استجد هو أنه قبل سنة ونصف من الآن أكلت وجبة دسمة، وذهبت للنوم، واستيقظت منتصف الليل على ضربات قلب سريعة جدا، ولم أعرها اهتماما، وأكملت النوم، وفي الصباح أيقظتني سرعة الضربات مرة أخرى، فذهبت للطوارئ، وعملوا لي تخطيطا للقلب، وقالوا: قلبك سليم.

ذهبت النوبة، ولكنها أصبحت تأتيني عند النوم، فمجرد أن أستلقي للنوم وبعد العشر دقائق الأولى توقظني سرعة النبضات، فذهبت للعيادة، وعمل لي تخطيطا آخر، وقال لي: لا يوجد شيء، وصرف لي دواء (اندرال)، ارتحت منه كثيرا، وأصبحت أنام مرتاحا.

تطور الوضع بعد هذا بسنة، وصارت تأتيني نبضات قلب سريعة وشعور غريب بالقلب، وكأن شيئا ما يسري أسفل القلب، ولا أستطيع تحديد مكانه؛ هل هو أعلى المعدة أو أسفل القلب، ويأتيني عادة عند الاضطجاع بعد الأكل!

هذا الموضوع يأتي ويذهب، فقررت أن أذهب لعيادة القلب، وكان هذا في الأسبوع الماضي، فعمل لي الطبيب تخطيطا للقلب، فلم يظهر شيء، ثم قال: سنعمل لك موجات صوتيه للقلب، وعملتها، وظهر معي ارتجاع بسيط للدم في الصمام (المترالي)، وقال لي: إنه لا توجد منه مشكلة، وعش طبيعيا، ولكن بطبيعة قلقي؛ اسودت الحياة بالنسبة لي، وأصبحت أفكر بالموت كثيرا، أنا مؤمن بالله، وأن الموت والحياة بيد الله، ولكن القلق لا ينفك عني، وقد أثر هذا على مستواي الدراسي بالكلية.

أريد منكم توضيح بعض الأمور لي؛ ما هي مضاعفات ارتجاع الصمام (المترالي)؟ وهل سأكمل حياتي شخصا طبيعيا أم لا بد أن آخذ الحيطة والحذر؟ وماذا عن السفر بالطائرة لساعات طويلة؟

أنا أضع جهاز تقويم الأسنان، وأقوم بشده كل شهر، هل علي أن أخبر الطبيب المعالج بأمر الارتجاع؟ لأني قرأت أنه لا بد من أخذ الحيطة قبل عمل أي شيء بالفم؟ وهل الالتهابات في الحلق التي تحدث بسبب تغير الأجواء تسبب -لا سمح الله- التهابا بالصمام (المترالي)؟

منذ حوالي عدة أشهر أشعر بأمر غريب؛ حيث إنني عندما أجلس لفترة طويلة، وأقف بعدها، أشعر وكان الدم يصعد بقوة للرأس، وهذا يستمر لمدة ثانيتين أو ثلاث، ثم يختفي، علما أني عندما أقيس ضغطي بالمستشفيات أجده مرتفعا؛ حيث يصل إلى 150 /80، وعندما أقيسه بالمنزل وأنا مرتاح أجده طبيعيا جدا؛ 72 /128!

أتمنى أن أجد الجواب الشافي لتساؤلاتي؛ لأني أمر بظروف نفسية صعبة جدا.

شكرا لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك –أخي– على كلماتك الطيبة، ونسأل الله –تعالى- أن ينفع بنا جميعا.

أيها الفاضل الكريم، بعد تدارسي لرسالتك الوافية، أتمنى أن تكون إجابتي شافية، وهو أنك لا تعاني من أي مشكلة في قلبك، كل الذي بك، هو نوع من قلق المخاوف، وشخصيتك الكريمة ذات الخلفية والطابع الذي يحمل سمات القلق؛ كانت تربة خصبة لأن تتكون لديك هذه المخاوف والتوترات ذات الطابع الوسواسي.

ارتجاع (الصمام الميترالي Mitral valve prolapse) أمر طبيعي جدا، وأنت تعاني من درجة بسيطة، ويجب أن تتجاهل هذا الموضوع تماما، ولا تتخذ أي تحوطات غير عادية فيما يتعلق بعلاج الأسنان أو خلافه، أنت لست مريضا –أخي– مرضا عضويا، ولست مريضا مرضا نفسيا، الذي بك هي ظاهرة نفسية بسيطة، علاجها التجاهل والتصميم على عدم التردد على الأطباء، والالتزام بأن تجري فحصا دوريا لدى طبيب الأسرة مرة كل ستة أشهر مثلا، وأن تمارس الرياضة، وأن تمارس التمارين الاسترخائية، وأن تعيش حياة صحية، بمعنى أن تنام النوم الليلي، وتتجنب النوم النهاري، ويكون هنالك توازن غذائي، وأن تجتهد في عباداتك وبر والديك، وأن تطور من ذاتك فيما يتعلق بالعمل واكتساب العلم.

هذا هو الذي تحتاجه -أيها الفاضل الكريم–، وليس أكثر من ذلك، ولا بأس أبدا من أن تتناول أحد مضادات قلق المخاوف، ولفترة قصيرة جدا، وأعتقد أن عقار (سبرالكس Cipralex)، والذي يعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) سيكون هو الأفضل والأنفع في حالتك، والجرعة هي أن تبدأ بخمسة مليجرام –أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام–، تناولها يوميا بعد الأكل لمدة شهر، ثم اجعلها عشرة مليجرام ليلا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب وفي شخصي الضعيف.

مواد ذات صلة

الاستشارات