أحب عملي ولكني أحس بإحباط عند وقوع مشكلة..

0 279

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي أنني عندما تحصل لي مشكلة بسيطة مثلا أو متوسطة في العمل أحس بإحباط وأبدأ بالبحث عن شغل، وأحس بأن الدنيا بدأت تقفل في وجهي، خصوصا أن لدينا مديرا مزاجيا جدا، اليوم أكون معه جيدأ وبدون أي مشاكل، لكنه في بعض الأحيان يختلق لي المشكلة، كأن يقول لي لماذا لم تقم بذاك العمل؟ وهو ليس من تخصصي، ولا أتدخل فيه.

بصراحة الشركة الذي أنا فيها فيها أشياء جميلة، كان يعطيني بدل سكن، فتكون زوجتي بجانبي، وراتبا لا بأس به، بالرغم من أن هناك أناسا جاؤوا بعدي وشغلهم أقل من شغلي ويأخذون أكثر مني أحيانا، أنظر إلى أناس خارج الشركة وأقول -الحمد لله- أنا أفضل منهم؛ فالناس مبتعدون عن أهليهم وأنا زوجتي -لله الحمد- بجانبي، لكني أطمح أن أكون لدي شغل خاص أفضل من الراتب المحدد، في حديث الرسول ثلاثة أرباع الربح في التجارة، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

لكن في نفس الوقت لا يوجد لدي رأس مال، وأخاف إذا تركت شغلي أندم عليه، ولا أحصل على شغل أفضل منه، صحيح الأرزاق بيد الله، لكني محتار؛ فعندي طموح أن يكون لي شغل خاص، وعندي إحساس أنني سوف أعمل عملا خاصا، وأصبح تاجرا.

بماذا تنصحوني حفظكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صقر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيجب أن توطن نفسك على تحمل المشاكل؛ فهذه الدنيا لا تصفوا من الأكدار لأحد حتى لأنبياء الله تعالى، وما من مشكلة إلا ولها حل بإذن الله تعالى، واستمع قول الشاعر وهو يصف الدنيا:
طبعـت على كـدر وأنـت تريـدها *** صـفـوا مـــن الأقـــذار والأكـدار
ومـكـلـف الأيـام ضـد طـبـاعـهـا *** متطـلـب فــي الـماء جـذوة نـــار
وإذا رجـوت المسـتـحـيـل فـإنـما *** تبني الرجاء عـلـى شفـيـر هـار.

وكم عانى أنبياء الله ورسله في هذه الدنيا، فكيد لهم وأوذوا في أنفسهم وأعراضهم وكابدوا هذه الحياة، فيجب عليك أن توطن نفسك على التجلد والتحمل، ولو أنك بقيت كلما حصلت لك مشكلة في عمل خرجت منه فمتى ستستقر، بل ذلك قد يعطي عنك انطباعا سلبيا لدى المؤسسات والشركات.

في حال حدوث أي مشكلة لا بد أن تتفهمها وتتقبل النقد من مديرك وزملائك، وتعمل على تلافي ذلك الخطأ، وكن متعاونا مع طاقم العمل وسد الثغرات، واعمل معهم بروح الفريق الواحد، ولا تعود نفسك على أن هذا العمل ليس من اختصاصك، بل نبه المختص أو أبلغ المدير فإن كلفك بالعمل فقم به ولا تتهرب أو تتذمر.

طالما والشركة التي أنت فيها لها ميزات كما ذكرت فاحرص على البقاء فيها ولا تخرج منها إلا إن وجدت عرضا أفضل في شركة أخرى ووثقت بأنك سوف تعمل لديهم بعد خروجك من عملك، والمشاهد أن الموظف الذي يتفانى في عمله في أي شركة ويعمل فيها وكأنها ملكه يوثق به ويترقى إلى أعلى المراتب.

لا تنظر إلى من هو أعلى منك في أمور الدنيا، فالأرزاق يقسمها الله بين عباده؛ فإن النظر لمن هو أعلى منك يورثك الحسرة والهم، ولكن انظر إلى من هو دونك كما ذكرت أنك تنظر إلى من هو خارج مؤسستكم، وأنهم يعيشون بدون أسرهم، وأنت تعيش مع أسرتك، ولذلك سررت جدا بما أنت عليه، لكنك لما نظرت إلى الموظفين شعرت بالحسرة؛ لأنهم يتقاضون أكثر منك.

العمل الخاص يحتاج إلى رأس مال وخبرة ودراسة جدوى، والمشروع الذي تريد فتحه، فنصيحتي ألا تستعجل في الأمر.

ابق في عملك وعود نفسك على التحمل، ووسع صدرك، وتقبل النقد والتوجيه برحابة صدر.

استعن بالله وأكثر من التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وفي أوقات الإجابة، ووثق صلتك بالله بالمحافظة على أداء الفرائض وأكثر من النوافل تعش بسعادة غامرة كما وعد الله بقوله: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}.

أكثر من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فذلك من أسباب تفريج الكروب والضوائق، يقول نبينا عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

نسعد بتواصلك مع موقعك الشبكة الإسلامية في أي قضية تستجد في حياتك.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات