يخيل إلي أني سأموت، وأن علامات الساعة ستظهر

0 233

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا شاب، عمري 21 عاما، منذ 3 شهور أصبت بألم غريب في الرأس يميل إلى الصداع الشديد والدوخة، وألم في المعدة، والقيء، وألم في القلب حيث تزداد ضربات القلب، وأحيانا أشعر أن قلبي لا ينبض، وبعدها أتاني وسواس بأني سأموت اليوم، وكل يوم أقول لنفسي سوف أموت اليوم، وبعدها قلت لنفسي أني سأموت بعد 40 يوما، مثلما يقول البعض أن الإنسان يشعر بموته قبلها بـ 40 يوما، فأصبحت أشعر بفقد شهية ونسيان غريب، وألم في المعدة، وتشتت الذهن، ولا أستطيع المذاكرة.

كنت أقول لنفسي لماذا أذاكر إن كنت سأموت قريبا أو أن علامات الساعة ستظهر؟ أشعر بأن نهاية العالم قريبا! فلماذا أذاكر؟ وأصبحت حياتي بلا طعم ولا سعادة، رغم تحقق الأشياء التي كنت أظنها من المستحيل أن تحدث، ومع ذلك لا أشعر بالسعادة، ولا أستطيع تجاهل هذه الأفكار طويلا، فهل سأعود إلى طبيعتي؟ ومتى وكيف؟ وهل تفكيري في الموت منطقي بالنسبة لحالتي؟

وعندما أتحسن من التفكير من الموت تأتيني أفكار حول علامات الساعة الكبرى أنها ستظهر قريبا جدا، وأن نهاية العالم قريبة جدا، فكيف أستطيع التخلص من هذه الأفكار؟ وهل تفكيري حول علامات الساعة منطقي؟ وكيف أتخلص من حالة التوهان وعدم الشعور بالواقع؟ ولا أشعر بالوقت وأحس أنه يمر سريعا جدا، فهل هي علامات الساعة أم أنني أتخيل ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

آلام الصداع والشعور بالدوخة وآلام المعدة وآلام الرأس وما وصفته بألم القلب، وهو حقيقة ألم في القفص الصدري؛ هذا غالبا يكون سببه نفسيا، والقلق والتوترات النفسية الداخلية تؤدي إلى انقباضات عضلية تظهر في شكل ألم.

من الواضح أن حالتك حالة نفسية، أعراضك هذه نسميها بالأعراض النفسوجسدية. أنت تعاني من قلق المخاوف، لديك أفكار وسواسية واضحة جدا، حتى من أفكارك الوسواسية ما نسميه بالوساوس التوقعية، حين نتحدث عن علامات الكبرى وأنها تظهر قريبا، هذا توقع وسواسي، لا أساس له.

الموت يجب أن يكون إدراكك إدراكا يقينيا أن الموت آت، وأن الخوف من الموت لا ينقص من عمر الإنسان شيئا ولا يزيد فيه، والكلام عن الشعور بالموت قبل أربعين يوما كلام لا أساس له، أمر الموت لا يعلمه إلا الله، ساعات الموت لا يعلم بها إلا الله، ولكنه واقع ولا شك في ذلك: {كل نفس ذائقة الموت} خمس لا يعلم بهن إلا الله، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت}.

فاجعل خوفك خوفا شرعيا، وهذا يساعد للعمل لما بعد الموت، وفي ذات الوقت أسأل الله تعالى أن يحفظك وأن يطيل عمرك، واحرص على أذكار الصباح والمساء، فهي باعثة على الطمأنينة في نفس الإنسان، وعش حياة صحية، الحياة الصحية تتطلب الالتزام التام بالعبادات، والتغذية السليمة، والنوم الليلي المبكر، والتوازن الغذائي، والتواصل الاجتماعي، وأن يكون لك مشاريع مستقبلية تدير من خلالها حياتك، وتضع الآليات التي توصلك إلى حياتك الصحيحة، ومن خلال ذلك تستطيع أن تشعر بقيمتك الذاتية، والإنسان حين يشعر بقيمته الذاتية لا تشغله أعراض القلق والتوتر حتى وإن أتته.

اجعل حياتك على هذا النمط، حقر الخوف، حقر الوسواس، وهذه هي الطريقة التي تعالج بها حالتك.

التمارين الرياضية يجب أن تكون منتظمة جدا، لأن أعراض الصداع والدوخة وخلافه ناتجة من انقباضات عضلية في أغلب الظن، والرياضة استرخائية ولا شك في ذلك.

أيها الفاضل الكريم: كنوع من الانضباط الطبي السليم اذهب إلى الطبيب، إن ذهبت إلى الطبيب النفسي هذا أمر جيد، لأنه سوف يجري لك بعض الفحوصات الطبية البسيطة للتأكد من سلامتك، وإن ذهبت إلى طبيب عمومي أو طبيب أسرة هذا أيضا أمر جيد، وأي من الطبيبين يمكن أن يصف لك أحد مضادات قلق المخاوف الوسواسي، وعقار يعرف تجاريا باسم (مودابكس Moodapex) والذي يسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) هو من أفضل الأدوية التي سوف تساعدك في علاج حالتك هذه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات