لا أحب النوم في الليل خوفا من أن أموت ولا أستيقظ

0 280

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا شاب، عمري 23 سنة، وأعاني من القولون العصبي، كنت بصحة وعافية -والحمد لله- وفي يوم من أيام الصيف ذهبت مع أصحابي إلى البحر، وفي الطريق انتابني شعور بالألم في بطني، وأحسست بضيق في الصدر، ونبضات قلبي كبيرة، وصعوبة التنفس، ورجلاي لم أحس بهما، أحسست بالموت.

ذهبت إلى المستشفى، فعملوا لي تخطيطا للقلب، وكانت النتائج سليمة -والحمد لله- ولكن منذ ذلك اليوم وأنا أعاني، وسبب لي الخوف من النوم ومن الموت، فأصبحت لا أحب أن أنام في الليل خوفا من أن أنام وأموت ولا أستيقظ.

وقد مرت علي أيام صعبة جدا، أرجوكم انصحوني، فأنا أعاني، وأنا محافظ على جميع الصلوات في المسجد إلا عندما أكون في المدرسة، وأنا أمارس العادة السرية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فاتح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي: هذه رسالتك الثالثة حول الخوف من الموت، والذي يظهر لي أنك تعاني من قلق المخاوف، هذا أمر مؤكد، والأعراض الجسدية التي تأتيك من صعوبة في التنفس وتسارع في ضربات القلب وضيق في الصدر، هذه كلها ناتجة من القلق، والقلق أكبر سبب في الانقباضات العضلية، خاصة التي تصيب القفص الصدري أو القولون مما ينتج عن القولون العصبي (Irritable Bowel).

أيها الفاضل الكريم: تجاهل هذه المخاوف، وموضوع الموت اجعل خوفك منه خوفا شرعيا وليس خوفا مرضيا، وتصل لهذا الأمر من خلال القناعة بأن الخوف من الموت لا يزيد ولا ينقص من عمر الإنسان لحظة واحدة، وانطلق في الحياة بكل قوة، وعليك بأذكار الصباح والمساء، فهي أذكار حافظة ومطمئنة، وتعطي الإنسان الشعور بالأمان، أمان أثناء النهار، وأمان عند النوم، فاحرص عليها.

وأرجو أن تتوقف من العادة السرية، أنت الحمد لله تعالى لست مسرفا فيها، لكن الانقطاع التام منها هو الصحيح، وأنت الآن في سن الزواج، فأرجو أن تقدم على الزواج، والزواج أمره ميسر، وهو باب من أبواب الرزق، وهذا لا شك فيه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف)، وقبل ذلك قال الله تعالى: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}.

أخي الكريم: أكثر من التواصل الاجتماعي، مارس التمارين الرياضية، والتمارين الاسترخائية، هذا كله يعود عليك بنفع عظيم جدا فيما يتعلق بالقلق والمخاوف. أنت تحتاج لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، عقار مثل (ديروكسات Deroxat CR) ويسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine CR) أو (زولفت Zoloft) والذي يسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) أو (سيبرالكس Cipralex) والذي يعرف علميا باسم (اسيتالوبرام Escitalopram) كلها ستكون مفيدة بالنسبة لك.

إذا كان الاختيار هو الزيروكسات/ديروكسات فيفضل زيروكسات CR، والجرعة هي 12.5مليجراما يوميا، تناولها لمدة شهرين، ثم اجعلها 25 مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم تخفضها إلى 12.5 مليجراما يوميا لمدة شهرين آخرين، ثم 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية الصحيحة والجيدة والسليمة، ويجب أن يستعمل بالكيفية التي وصفناها، أو بالكيفية التي سوف يقررها لك الطبيب.

تمارين الاسترخاء مهمة جدا لإزالة الشعور بالضيق في الصدر، وكذلك في علاج القولون العصبي وصعوبة التنفس، هذه كلها تزول من خلال الاسترخاء التدريجي للتنفس، وكذلك عضلات الصدر.

سيكون من الجميل أيضا أن تخفف من شرب الشاي والقهوة إن كنت من المكثرين من هذه الأشياء، لأن ذلك سوف يساعدك في تخفيض نبضات القلب بصورة واضحة جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات