بسبب شعور بالنقص ألجأ لأحلام اليقظة!

0 248

السؤال

السلام عليكم

أعاني من أحلام اليقظة، فأنا أتخيل نفسي كثيرا كشخص آخر بإمكانيات مختلفة وظروف مختلفة، وبسبب شعوري بالنقص بسبب ضعف المستوى المادي، فإني أهرب إلى أحلام اليقظة، وأتخيل نفسي كشخص مثالي، وقد أبالغ فأتخيل أني رئيس مثلا، أو لاعب كره مشهور أو رجل أعمال ناجح!

بسبب ضعف مستواي المادي أتخيل نفسي، وقد أصبحت أملك ما لا أستطيع أن أملكه فى الوقع، وهذا يؤثر علي في الواقع، ويجلعني أشعر بالمرارة، لأن ما أتخيله لن يحدث قط! كيف أتخلص من هذه الأحلام وأعيش فقط في الواقع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لأحلام اليقظة أسباب كثيرة ومتنوعة، ومنها مثلا محاولة التكيف مع وضع صعب يجد الإنسان نفسه فيه، فتأتي أحلام اليقظة كهروب من هذا الواقع الصعب.

أحيانا قد تكون أحلام اليقظة هذه مؤشرا للخيال الإبداعي عن الشخص، وكأن واقعه ليس بكاف له، فيحاول التعويض عن النقص الموجود في حياته وبيئته ببعض أحلام اليقظة، وهذا ربما ما يحصل معك من خلال سؤالك.

قد تكون بسبب التعب العام، سواء الجسمي أو النفسي، وكأن الجسم والعقل يرتاحان من خلال ترك الواقع والذهاب بالروح والعقل والمشاعر لمكان آخر يرتاح فيه الإنسان، ولعل شيئا من هذا يحصل في نومنا وما نسميه أحلام النوم.

الشئ المميز عندك أن أحلام اليقظة هذه تبدو أنها بدأت تزعجك وتؤثر على تركيزك، وبالتالي تريد التخفيف منها.

مما يعينك على هذا أن تتقصد وتحاول متعمدا أن لا تستسلم لهذه الأحلام، وإنما فور شعورك ببداية حلم من أحلام اليقظة هذه أن تصرخ في نفسك، ومن دون صوت طبعا "قف".

بذلك تدرب نفسك على إيقاف سلسلة الأحلام والأفكار هذه، فهي ليست بالأمر الخارج عن سيطرة الإنسان، ويمكنك أن تلجأ لبعض المهارات التي ستساعدك كثيرا، فعندما يبدأ حلم اليقظة أن تنهض من مكانك وتذهب للقيام بعمل آخر، وخاصة الأعمال الجسدية أو العضلية كبعض الواجبات المطلوبة منك في المنزل أو خارجه.

لا شك أنك في البداية ستجد بعض الصعوبة في التدخل في هذه الأحلام، إلا أن الأمر سيصبح أسهل وأسهل مع التدريج، وستجد بعض الصعوبات؛ لأننا بهذا التدخل نحرمك من أمر ألفته وأحببته لزمن طويل، والآن نريد أن نأخذه منك، ولذلك من الطبيعي أن تحاول مقاومة هذا التغيير.

وفقك الله، ويسر لك.

مواد ذات صلة

الاستشارات