انكماش وألم في الخصيتين عند التغوط أو البول، ما تفسير ذلك؟

0 477

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

عمري تسعة وثلاثون سنة، أعاني منذ تقريبا ستة أشهر أو أكثر من ألم، وانتفاخ وانكماش وتصلب في الخصيتين عند التغوط أو التبول، ويختفي عند قضاء الحاجة، أحيانا في السابق كان هذا الألم يبقى ساعات في الخصية اليسرى.

بعد الفحص بالأشعة والفحص السريري قال لي الطبيب إن لدي التهابا في الخصية، لا أعلم إلى الآن المكان بالضبط، لكني أذكر أنه عند الفحص السريري ضغط الطبيب على المناطق الجانبية للخصيتين، وبالأخص الجانب الأيمن والأيسر فشعرت بألم أكبر ضل بعدها أيام ثم زال.

الغريب أن الطبيب نصحني بالاستمناء مرة في الأسبوع، وذكر بأن وجود الحيوانات المنوية بكثرة في الخصية يزيد من الألم، أو من تفاقم الأزمة، وسألني هل أرتاح فعلا إن تخلصت من كثرة المني، فأجبته أني أكره بشدة هذه العادة، وقلت له أني أجاهد نفسي لكي لا أفعلها، و إن فعلتها أضل ثلاثة أيام أعاني من دوار، نقص كبير في التركيز، نسيان، تلعثم في النطق في بعض الأحيان، فقدان في الوزن، وأحيانا أنام على الفور كأنها غيبوبة، فقدان للوعي ليس بنوم طبيعي على ما أظن، لكن الطبيب ألح، فقال: لا تكثر منها، فقط مرة واحدة كل أسبوعين، إن لم تحتلم.

أعمل منذ 2007 بحجرة غير مشمسة بها برودة، لا زلت أسكن في بيت مع الأسرة، وعملي هو التدوين، هذا المجال لا أكسب منه سوى القليل من المال، بمعنى أني أعاني من فقر قاهر، للأسف، شبه مستحيل أن أتزوج.

زرت الطبيب ثلاث مرات خلال تقريبا أربعة أشهر، في كل مرة يعطيني تقريبا نفس الدواء: مضادات الالتهابات، ومضادات حيوية ينقص الألم، وأحيانا يزول لأيام، فأظن أني شفيت، ثم أشعر بالألم كما ذكرت.

لم يذكر لي الطبيب أنه يشك في إصابتي بالبروستاتا، بعد الفحص بالأشعة لم يذكر إلا التهاب الخصية.

ابتليت بالعادة السرية منذ 16 من عمري، وطوال هذه السنين كانت الشهوة الجنسية قوية جدا، ولا تزال، بالنسبة للانتصاب، أظنه طبيعيا، لكن ربما أقل قوة بعد هذا المرض.

شعرت بانتفاخ كبير وألم في الخصيتين لدرجة أنني كنت أمشي بصعوبة، فهذا كان بعد مرافقي لفتاة، أثارت شهوتي، دون أن أمارس معها الجنس، هذا الحدث وقع منذ سنتين أو أكثر.

اللهم اغفر لنا، وقعت في الزنا، لكن ليس بكثرة، وفي أحد المرات تمزق العازل الطبي، فتراجعت بسرعة كبيرة، لكن هذا الأمر يقلقني شيئا ما، (وكانت التوبة بعدها -والحمد لله-).

أيضا المشكل الكبير الذي أعاني منه هو الاضطرابات في النوم، فيوميا أستيقظ ما بين الواحدة والثانية ونصف صباحا، ويأتيني نوم شديد بعد الإفطار صباحا، وفي هذا الأسبوع أنام من الصباح إلى العصر، ومهما حاولت، لا أستطيع مقاومة النوم! إلا إن خرجت طيلة النهار لا يغلبني النوم، لكن رغم ذلك لا أنام إلا ساعة أو ساعتين إلى ثلاث في الليل.

أظن أنه أيضا من أسباب اضطرابات النوم، السكن في الطابق الأول، في وسط المدينة، مكان به ازدحام شديد، وضجيج لا يحتمل، وأيضا بسبب ظروف عملي الصعبة، عدم القدرة على تناول الطعام في أوقاته، فمثلا، وقت الغداء عندي ما بين السادسة والتاسعة ليلا.

مشكل آخر وهو الحمى الدائمة، لا تزول إلا إن تناولت المضاد الحيوي، أو دواء لعلاج نزلة البرد، وهذا منذ سنوات عديدة.

أيضا مشكل آخر هو الإعياء والإرهاق الشبه الدائم وهذا مشكل قديم لكنه في تفاقم.

الحمد لله لا أشعر بألم عند البول، شفيت من البواسير منذ سنين، رغم الإمساك أحيانا لم يرجع هذا المرض، -الحمد لله- لكني أذكره.

مع كل هذا أجاهد نفسي للحفاظ على الصلاة، وتجنب الزنا، غض البصر، لكن للأسف الفقر لا يعطيني أمل في الزواج في يوم من الأيام، وليس عندي ما يكفي لإجراء تحاليل الحيوانات المنوية، وزيارة الطبيب مرات أخرى، وإعادة الفحص بالأشعة.

-الحمد لله- جسمي رياضي رغم بعض النحافة، لكني بسهولة أصاب بنزلات البرد، أشك أن بي شيئا من الروماتيزم، بسبب الاستحمام بالماء البارد، بالأخص في الصغر، وسن المراهقة.

انصحوني من فضلكم، ماذا أفعل للتخلص من هذا العذاب؟

شكرا لكم، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ibrahim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ندعو الله سبحانه وتعالى أن ييسر الأمر لشباب الأمة، وأن يرزقهم العفاف والغنى، وأن يهديهم سواء السبيل، والصبر على المرض والابتلاء أمر محمود، ولنا في قصة المرأة التي كانت تصرع في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القدوة والإسوة الحسنة، وفي الحديث المرفوع: حدثنا سوار بن عبد الله، حدثنا يحيى بن سعيد، عن عمران أبي بكر، حدثني عطاء بن أبي رباح، قال: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله لي قال:( إن صبرت فلك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك)، قالت: إني أتكشف فادع الله ألا أتكشف، فدعا لها).

والانتفاخ في منطقة الخصية أثناء الغائط، ثم الانكماش بعد ذلك قد يرجع إلى وجود فتق غير مباشر في عضلات البطن Indirect Inguinal Hernia ويمكن تشخيص ذلك أثناء الوقوف والضغط للأسفل كأنك تتغوط، وإذا زاد الانتفاخ ثم عاد إلى وضعه الأصلي قبل bearing down، فهذا يؤكد الفتق وعلاجه يحتاج إلى جراحة.

أما الشعور بالاحتقان والألم في الحوض وألم الخصية قد يرجع إلى التهاب في الخصية، وإلى الاحتقان الجنسي نتيجة عدم تفريغ الشهوة، ولا يقل هذا الألم إلا بالاستنماء، ولكي تخرج من تلك الحلقة المفرغة عليك بتجنب الإثارة الجنسية، وعليك بصوم النافلة، والدعاء أن ييسر الله لك أمر الزواج، واللجوء إلى الجمعيات الخيرية التي قد تساعدك للزواج من فتاة تمر بنفس ظروفك المادية، وتكون مقلة في طلباتها، وعدم المغالاة في المهور من هدي الإسلام؛ فقد جاء في الحديث الصحيح: (من يمن المرأة تسهيل أمرها، وقلة صداقها)، أي أن أقلهن مهرا أكثرهن بركة، ذلك أن المغالاة في المهور تورث الهم والغم في نفس الزوج، وربما ظل طيلة حياته عاجزا عن تسديد ديونه التي اقترضها بسبب الزواج، فيورثه ذلك كراهية للزوجة التي كانت سببا في ورطته.

والنوم مفيد لتجديد طاقة الجسم، ومن المعلوم أن جسم الإنسان يفرز مواد مسكنة قوية أثناء النوم تسمى ( إندورفينز ) تشبه إلى حد كبير المورفين، وتساعد على راحة الجسم بعد يوم طويل من التعب والإرهاق، ولعلاج حالة الإرهاق والتعب يمكنك تناول أي نوع من مقويات الدم مع التغذية الجيدة، ويمكنك تناول حبوب celebrix 200 mg مرتين يوميا، مع تناول حبوب muscadol قرصين ثلاث مرات يوميا، وتناول كبسولات فيتامين د الأسبوعية 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة في الأسبوع لمدة 2 إلى 4 شهور، ولا مانع من تناول قرص مضاد للحساسية Antihistamine الذي يساعد في النوم، ولكنه لا يعتبر منوما حتى يمكن لجسمك التعود على النوم الطبيعي دون تناول أدوية.

ولا داع لتناول المضادات الحيوية لمجرد الشعور بارتفاع درجة الحرارة، ويمكن للتأكد من عدم وجود التهابات إجراء اختبار صورة دم CBC، حيث إن الالتهاب البكتيري يؤدي إلى ارتفاع كرات الدم البيضاء لأكثر من 10000 وحينها يكون تناول المضاد الحيوي مبررا.

مع ضرورة ملازمة الاستغفار قال الله تعالى:{ فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}، مع ضرورة الخروج في الأماكن المفتوحة، وتغيير الروتين اليومي والمشاركة في المناسبات في المجتمع المحيط بك مع المصالحة مع النفس وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن والدعاء والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، خصوصا المشي والركض كل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات