يعتريني توتر وكآبة وخمول وهلع بين حين وآخر.. ساعدوني

0 140

السؤال

السلام عليكم
أشكركم جدا على ردكم الجميل دائما.

أشكو من نوبات هلع وتحسنت حالتي، وتركت الدواء، وقبل مدة قصيرة رجعت لي بعض الأمور مثل القلق والتوتر والخمول والخوف من الموت، وأنتم اقترحتم أن آخذ دواء sertraline وأخذته وتحسنت جدا، وأنا الآن ما يقارب الشهر عليه، أما في الفترة الأخيرة وقبل 4 أيام رجع لي التوتر والتفكير والكآبة والخمول وصداع وغازات.

مع العلم أني لا أخرج من البيت، ولا أختلط بالناس منذ 3 أشهر بسبب تخرجي من الجامعة، ولا يوجد عمل فلا أخرج أبدا إلا نادرا، لكن أكثر ما يقلقني هو الصداع، ليس مستمرا بل صداع خفيف، وعدم تركيز ذهني مشتت، ويأتيني الصداع فقط العصر، ويستمر إلى المغرب ودائم التفكير بالأمراض، القلب وغيره، وكذلك كلما أتذكر نوبات الهلع التي أتتني؟ وكيف ذهبت إلى الطوارئ وبكاء أهلي قبل عام تقريبا، أشعر بخوف شديد جدا، وأشعر بالملل من حياتي الروتينية بدون عمل، ولا شيء.

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد محسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك مرة أخرى في الشبكة الإسلامية.

أيها الفاضل الكريم: بداياتك مع الدواء بدايات إيجابية جدا حتى في هذه المرحلة، والتحسن الذي حدث لك من الدواء هو تحسن أولي، لا نعتبره التحسن الذي يعتمد عليه، وكثيرا من الناس يحسون بشيء من التحسن في بداية تناول الدواء، لكن بعد ذلك تظهر لديهم أعراض، أعراض قلق، توتر، تقلصات عضلية، صداع، هذا يحدث، وهذا ربما يكون ناتجا من الدفع الكيميائي الذي يحدث في الدماغ نسبة لتأثير الدواء.

هذه الظاهرة ظاهرة معروفة جدا، وهي ظاهرة مؤقتة وسوف تنتهي، لا تستغرق أكثر من أسبوع إلى أسبوعين.

فيا أيها الفاضل الكريم: تجاهل هذه الأعراض، واستمر على الدواء، مهم جدا أن تلتزم بتناول دواء الـ (سيرترالين) فهو دواء مفيد وسوف ينفعك كثيرا.

أما بالنسبة للنظرة المستقبلية: أنا أتفق معك أن الإنسان يتضجر فيما يخص عدم وجود الوظيفة المناسبة بعد التخرج من الجامعة، عدم الاستقرار الاجتماعي الذي يهيمن الآن على حياة الكثير من الشباب، هذه كلها قضايا مهمة وملحة، لكن في ذات الوقت هي قضايا شاملة، يعني ليس هناك شخصنة فيها، لست أنت الوحيد الذي تعاني من هذا الأمر.

فأنا أقول لك: انظر إليها نظرة كلية، نظرة شاملة، ويشاركك الآخرين فيها، واسع، وكن مصمما، وكن عازما لأن تقوي من كيانك، وأن تخطط لمستقبلك، وأن تبحث عن العمل، وأن تفكر في دراسات إضافية... وهكذا، اجعل حياتك إيجابية.

ويا أيها الفاضل الكريم: الآن أثبت أن النسيج الاجتماعي والتواصل الاجتماعي من أهم مكملات الصحة النفسية، والإنسان يجب أن يكون حريصا على من يخالل، -والحمد لله- هنالك الكثير من الصالحين، من الشباب، من الأهل، من الأقرباء، فأنا أنصحك حقيقة أن تكثر من دعاماتك الاجتماعية، أن تقوي نسيجك الاجتماعي، أن يكون لك حضور وبروز اجتماعي، هذا يعود عليك بخير نفسي كبير.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات