أتحاشى النقاش مع الأستاذة الجامعية خوفا من التوتر

0 251

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا فتاة في العشرين من عمري، محافظة على صلواتي وأذكاري، متفوقة دراسيا -ولله الحمد-.

أجد بعض صعوبة في التعامل مع المواقف الاجتماعية، أزور الأقارب وأحضر المناسبات ولكن بأريحية أقل.

مشكلتي هي مواجهة الجمهور: حين تطلب الأستاذة مني تقديم عرض "برزنتيشن" أشعر بالقلق والخوف قبلها بشهور وأسابيع وأقوم بالتحضير من وقت مبكر جدا.

عندما أكون مستيقظة أملي على نفسي الكلمات الإيجابية، وأحاول إزالة الخوف وأشعر بثقة كبيرة، ولكن حين يأتي وقت النوم تبدأ الكوابيس والأفكار السلبية ويرجع الخوف والتوتر مرة أخرى!

وأيضا أعاني وقت المشاركة في المحاضرة، وأفضل دائما أن تكون إجاباتي قصيرة حتى أتحاشى النقاش مع الأستاذة أمام الطالبات الذي يجعل ملامحي تتغير وأتوتر، هذا الأمر يتعبني ويعيقني عن أهدافي.

السؤال هنا: هل يوجد دواء لمثل حالتي "الرهبة من الإلقاء"؟

قرأت عن أدوية كثيرة ومنها دواء الزيروكسات، وأنه خطير وله أعراض انسحابية تصل إلى ثلاثة أشهر، هل هذا الكلام صحيح؟

من فضلكم أريد اسم دواء يناسب حالتي، ولا يسبب الإدمان، مع طريقة أخذه والجرعات المناسبة؟ وهل إذا استمررت على الدواء وانتهت فترة العلاج سوف تنتهي المشكلة للأبد بإذن الله؟ ولن أضطر للرجوع للدواء؟ وهل هذه الأدوية تسبب الإدمان؟ وهل من الممكن شراءها من الصيدلية بدون وصفة طبية؟

خوفي الكبير أن أبدأ بأخذ دواء ولا أستطيع تركه بسبب إدمانه.

شكرا لكم، والله يكتب لكم الأجر والثواب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بدرية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الرهاب والقلق الاجتماعي الذي يتمثل في صعوبة التعامل في المواقف التي تكون فيها مواجهة لمجموعة من الناس، خاصة المحادثة أمام الجمهور، أو الأكل أمام الجمهور - أو هلم جرا - من الاضطرابات النفسية الشائعة جدا في وسط المجتمع، ويقال إن 12% من الناس في أي مجتمع ما يعانون من هذا الرهاب الاجتماعي، ويؤثر على حياتهم بطرق شتى، ولكن للأسف أغلبهم لا يتلقون المساعدة الكافية للعلاج.

الـ (زيروكسات Seroxat)، والذي يسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine) من الأدوية الفعالة جدا في علاج الرهاب الاجتماعي، وهو لا يسبب الإدمان، ولكن عند التوقف منه فجأة تحدث أعراض انسحابية، أعراض جسدية مختلفة وتوتر، وهذا لا يستمر ثلاثة أشهر، بالعكس، طريقة السحب التدريجية غالبا لا تتعدى شهر، وبعدها الشخص لا يحس بأي أعراض نهائيا، هذا ليس إدمانا، ولكنها أعراض انسحابية.

هناك أدوية كثيرة لا تسبب الإدمان وتساعد في علاج الرهاب الاجتماعي أفضل من الزيروكسات.

مثلا دواء الـ (سبرالكس Cipralex)، والذي يعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) عشرة مليجرام يساعد في علاج الرهاب الاجتماعي، يمكن أخذه كحبة كاملة في اليوم، نبدأ بنصف حبة لمدة أسبوع، ثم حبة كاملة بعد ذلك، ومفعوله يأتي ويظهر بعد أسبوعين، ويحتاج الإنسان الاستمرار في تناوله لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر.

في كثير من الأحيان بعد اختفاء الأعراض لا نحتاج الرجوع للدواء مرة أخرى، خاصة إذا تم إضافة علاج معرفي سلوكي مع تناول الأدوية، الجمع بين الدواء والعلاج المعرفي السلوكي - ويتمثل في جلسات منظمة ومرتبة، حيث يعطي المعالج النفسي جلسات وواجب منزلي لأدائه لكيفية مواجهة هذه المواقف - هذا الجمع يؤدي إلى التحسن السريع، ويؤدي في غالب الأمر إلى عدم الرجوع إلى الدواء عند التوقف منه.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات