ما هي فائدة أدوية مثبطات استرداد أو استرجاع السيروتونين؟

0 230

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع الرائع والهادف، الذي بلا شك استفاد منه جدا الكثير من الناس، مما دفعني لأن أستشيركم بما لدي، وأسأل الله تعالى أن يوفقكم لكل ما يحب ويرضى.

استفساري عن ( أدوية مثبطات استرداد أو استرجاع السيروتونين الانتقائية (SSRIs)) اختلفت لدي بعض الأمور، وأريد منكم إيضاحها، بحكم تخصصكم وخبرتكم في هذا المجال.

تقوم الأدوية المضادة للاكتئاب والمعروفة باسم (مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية) بزيادة كمية السيروتونين في التشابك من خلال منع إعادة امتصاصه، ويؤدي ذلك إلى إعادة ارتفاع مستويات السيروتونين في التشابك؛ مما يقود إلى إعادة الوظيفة الطبيعية في الدماغ ويحسن من أعراض الاكتئاب.

إذا علمنا أن هذه الأدوية تعمل على 1- زيادة كمية السيروتونين في التشابك 2- منع إعادة امتصاص السيروتونين من أجل تحسين أعراض القلق والاكتئاب.

الاستفسار المهم الآن هو: بعد الشفاء والتوقف عن العلاج سيفتقد الدماغ هذه المادة، وبالتالي سيعود امتصاص السيروتونين، وتقل نسبته في الدماغ، ويصبح هناك خلل في الموصلات العصبية، وتعود الحالة من جديد.

أريد منك أن تشرح لي يا دكتور عن الفائدة بعد العلاج، هل الدماغ يستطع الاحتفاظ بكمية كافية من السيروتونين ويرجع لطبيعته، أم يصبح غير قادر إلا بوجود الدواء؟ فالذي فهمته من كل هذا أن بعد التوقف عن الدواء يعود امتصاص السيروتونين؛ لأن الدواء كان يمنعه من قبل، إذا فما هي الفائدة بعد العلاج؟

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما شاء الله - أخي علي - على ثقافتك العالية واطلاعك على أشياء دقيقة لا يعرفها إلا الأطباء النفسيون عن كيفية عمل الـ (SSRIS)، وهي زيادة كمية السيروتونين في التشابك، والتشابك هو محل التقاء الخلايا العصبية، وذلك بتقليل امتصاصها؛ لأن المادة - مادة السيروتونين - عادة تمتص مرة أخرى، ولذلك يقل تركيزها عند التشابك، وهذه الأدوية تمنع الامتصاص، وتزيد من كمية السيروتونين عند التشابك، وهذا يؤدي إلى تحسن الحالة المزاجية.

هذا طبعا تم الوصول إليه بعد نظريات كثيرة، وبعد دراسة كيفية عمل الأدوية، ولكنه ليس بالتفسير الوحيد، بل يقال إن هناك أكثر من نظرية، عندما يتم تناول العلاج تكون هناك عدة أجزاء في المخ تتحرك تكون في نهايتها هو هذا المنع، وليس عملها مباشرة، أي هناك أجزاء أخرى في المخ تنشط بعضها البعض حتى تصل للنتيجة في عمل الأدوية، وهذا قد يفسر أن هذه الأدوية لا تعمل مباشرة، تحتاج لمدة أسبوعين، أي أن هناك أشياء أخرى تحصل في منتصف الطريق قبل أن يتم منع الامتصاص عند التشابك، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: الاكتئاب يعالج بأشياء أخرى، مثل الجلسات الكهربائية أيضا، الجلسات الكهربائية أيضا تحسن المزاج، وأحيانا يكون علاجا بديلا للأدوية، كما أن العلاج السلوكي المعرفي أيضا يحسن المزاج ويزيل الاكتئاب.

إذن هذه هي بعض التفسيرات، وليس هذا التفسير الأول هو الوحيد لما يحصل، وقد يكون غالبا أن هذا الخلل يكون مؤقتا، وعندما يتناول الإنسان الدواء يتم إصلاح هذا الخلل، أي أن بعد تناول الدواء تكون مادة السيروتونين متوفرة، وهذا يفسر أنه تم إصلاح العضو الذي يؤدي إلى قلة السيروتونين، وعندما يتم التوقف عن تناول الدواء فإن العضو قد تم إصلاحه؛ ولذلك يستمر الإنسان في التعافي، هذا في كثير من الحالات، ولكن في بعض الحالات المزمنة قد لا يتم إصلاح العضو بصورة واضحة وكبيرة، ولذلك الشخص يحتاج إلى الاستمرار في العلاج لفترة من الوقت حتى لا تحصل انتكاسة مرة أخرى.

وفقك الله وسدد خطاك، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات