اخترت اسمًا لابنتي ولكن زوجي يصر على اسم آخر، فما الحل؟

0 26

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنجبت بنتا –بفضل الله-، وكأي امرأة أرغب بتسمية ابنتي، ولكن فوجئت بأن زوجي مصر على أن يسمي البنت على اسم أخته التي توفيت قبل 6 سنوات، وأنا أريد أن أسميها اسما أختاره أنا، ويشهد الله أني أحب أخته، ودائما ما أذكره بأن يتصدق عنها ويدعو لها، ولكن لا أرغب بأن أسمي ابنتي على اسمها، فالمرأة في عائلتنا هي من تختار اسم البنت والولد أيضا، فهل علي إثم إذا عاندت؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك في موقع الشبكة الإسلامية، وردا على استشارتك أقول:

فلا شك أن تسمية الأبناء من المسائل المهمة في حياة الناس، فالاسم عنوان المسمى، ودليل عليه، وهو ضرورة للتفاهم معه، كما جعلت للتمييز بين الناس ذكورا وإناثا، ولكل شخص من اسمه نصيب، وهو للمسمى زينة ووعاء وشعار، ويدعى بذلك الاسم في الدنيا والآخرة، وفيه تنويه بالدين، وإشعار بأنه من أهله، وله في طبائع الناس اعتباراته ودلالاته، والاسم كالثوب إن قصر كان مشينا، وإن طال صار مشينا، وقد أمر الشرع الوالدين أن يحسنوا تسمية أبنائهم؛ بحيث يكون ذلك الاسم ذو معنى صحيح جميل، مع التذكر بأن ذلك الاسم سيلازم الولد طيلة حياته طفلا وشابا، وأبا وشيخا كبيرا.

ويجب عليهما أن يجنبا ولدهما -ذكرا كان أو أنثى- ما قد يسبب له الحرج من ذلك الاسم، وهو ما قد يجعل الولد يبغض والديه لكونهما لم يحسنا تسميته، فقد ورد عند أبي داوود عن أبي الدرداء مرفوعا: (إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم).

ولا خلاف في أن الأب أحق بتسمية المولود، وليس للأم حق منازعته، والتوافق بينهما أفضل وأكمل، فإذا تنازعا فهي للأب، ولا يجوز تسمية الولد باسم من أسماء الله تعالى، ولا تعبيده لغير الله: كعبد الرسول وعبد النبي، ولا التسمي بأسماء الكفار الخاصة بهم: كعبد المسيح، وجرجس، وجون، وديانا، ونحوها من الأسماء الدالة عليهم، وعلى ملتهم، ويجب تغيير مثل هذه الأسماء إن حصل التسمية بها من قبل الآباء. كما لا يجوز تسمية الولد باسم تنفر منه النفوس السليمة، كأن يحمل ذلك الاسم معنى قبيحا مثل: كلب أو حمار، أو تسمية البنت بـ عاصية و(شوعية)، ونحوها من الأسماء التي تحمل معان مستقبحة.

أسأل الله تعالى أن يوفقك وزوجك للتفاهم حول تسمية المولودة، وأن يوفقكما لحسن الاختيار، كما أسأله سبحانه أن ينبتها نباتا حسنا ويسعدكما بها إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات