أعاني من رهاب اجتماعي لم أنجح في علاجه، ما نصيحتكم؟

0 134

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 18 سنة، أعاني من رهاب اجتماعي، لم أنجح في علاجه، وحاولت بشدة أن أعالجه ولكنني أفشل وأتحطم ويزداد علي، ولم أر له حلا إلا الطبيب، وقلق نفسي شديد حيث أني في الاختبارات إذا اشتد بي القلق يؤلمني بطني بشدة وأتقيأ، وبعض الأحيان تأتيني لمدة ثوان دوخة وعدم شعور وثقل في الرجلين، وأرى الكون أسود.

في بعض الأحيان وأنا أمشي يختل توازني وأفقده، وأنا أمشي تنعكف مفاصلي دون رغبتي -فجأة- مما يعيق سيري، وأحس بضعفي وعدم تحملي أي شيء، ولست قوية أبدا، علما بأن وزني 38 وطولي 159، وأنا أعاني من عجز وكسل وخمول وتعب وعدم القدرة على العمل، وصرت لا أستطيع العمل في المنزل ومساعدة أمي.

إذا ذكرت نفسي بالعقوبة وحاولت لا أستطيع، أحس كأن شخصا يمسكني عن ذلك ويربطني عنه، وإذا عملت أحس بجاثم يجثم على صدري، وأحس باكتئاب فظيع غير التعب.

علما بأن لدي أبا وأخا عجيبان، فأبي كان دائما يذم شكلي ويذم طهوي وكل شيء، وأخي أيضا يحب أن ينتقد الطبخ، وذات مرة جلس يوبخني لما طبخت ما لا يشتهي، وهو يحب أن يستنقص من الناس، ويشعرهم بالحرج، ويسكتهم، ويظهر أن كلام الناس كله باطل وهو محق! وكان يتحرش بي أثناء المراهقة، مما جعلني إذا رأيته بعد نفاد صبري من أفعاله المتراكمة أصاب بقشعريرة وقرف، وأود أن الجميع يكرهه، وأود أن أنتقم منه.

أرجو مساعدتي، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعانين منه ليس رهابا اجتماعيا فقط، ولذلك لم تستفيدي من العلاج، واضح أنك تعانين من مشاكل عديدة تعرضت لها في حياتك منذ أن كنت صغيرة في المدرسة.

الانتقاص الكثير من جهة الأب والنظر دائما إلى الأشياء السلبية، وعدم التشجيع يؤدي إلى الشعور بالضيق وعدم الثقة في النفس والإحساس بالتوتر، ولم تقف الأمور لهذا الحد بل حصل لك تحرش جنسي للأسف من أخيك، وأنا أرى أن هذين الشيئين معا هما السبب الرئيسي فيما تعانين منه، من كره للأخ ومحاولة الانتقام منه وأحيانا يمتد هذا الكره للرجال عامة، أو للمجتمع على الإطلاق، لأنك طعنت من أقرب الناس إليك.

ليس هناك وسيلة للتخلص مما في داخلك من حمق وصراع نفسي وغضب مكبوت إلا من خلال العلاج النفسي، الأدوية لا تفيد كثيرا في هذه الحالة، فعليك باللجوء إلى معالج نفسي لعمل جلسات فردية معك على مدى عدة أسابيع إن لم تكن شهورا.

أهم شيء في هذه الجلسات أن تخرجي بها ما بداخلك من كره وعنفوان وضيق، هذه هي الطريقة الوحيدة لحدوث التوازن داخل نفسك، ولكي تعيشي حياة متوازنة، وتتطلعي إلى المستقبل وإلى أن تعيشي حياة سعيدة. لا أدري هل أخوك ما زال يسكن معك أم صار يسكن في منزل آخر، إذا كان يسكن معك فهذا قد يزيد الأمور تعقيدا، أما إذا كان الآن صار يسكن في منزل آخر فهذا أفضل، وعليك أن تتجنبيه بأكبر قدر ممكن، مع العلاج النفسي الذي ذكرته حتى تستطيعي أن تتخلصي مما بداخلك، وتعيشي حياة هانئة ومطمئنة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات