لا أتمالك نفسي من الخوف عند المشاكل والاعتداءات.. كيف أقوي شخصيتي؟

0 74

السؤال

السلام عليكم.

أبلغ من العمر 35 عاما، وأعاني من الخوف من المشاكل والمضاربات، ولا أستطيع أن أتمالك نفسي من الخوف، وألم في بطني وصدري يكون باردا ولدي تسارع في ضربات القلب، حتى لو كان الذي أمامي أقل مني عمرا، وبعد أن أسكت أتحسف لماذا لم أضربه؟ ولماذا لم أكن قويا!

أريد علاجا لأكون رجلا لا أخاف من العراك، ومن ركوب الطائرة.

والله يحفظكم ويرعاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سطام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، نهنئك بالشهر الفضيل، شهر رمضان.
ويا أخي الكريم: لا أريدك أبدا أن تكون شجاعا من أجل التصدي للمشاكل والمضاربات، ودائما معاملة الناس بخلق حسن هو قمة الشجاعة، فأنت الحمد لله تعالى لست جبانا، هذا أنا أؤكده لك، لكن ربما يكون لديك شيء من وسوسة المخاوف، وربما يكون لديك شيء من الخوف الاجتماعي البسيط، وأنت تحدثت عن الخوف من ركوب الطائرة، فالإنسان لابد أن يكون لديه درجة من المخاوف؛ لأن المخاوف تحمينا، المخاوف تجعلنا أكثر تحوطا، والمخاوف من هذه الناحية تعتبر أمرا إيجابيا، لكن الإنسان يجب أن يكون متوكلا على الله تعالى، أن تكون له العزيمة والشكيمة أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له.

وركوب الطائرة الخوف منه أمر شائع وسط الناس، أنا على المستوى الشخصي وجدت أن دعاء الركوب من أفضل ما يدعم ثبات الإنسان، ويجعله في حالة من الطمأنينة والسكينة.

فيا أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تتدارس هذا الدعاء العظيم (دعاء السفر)، وحين أقول تتدارس: أي أن تطلع عليه، أن تتفكر فيه، أن تستنبط منه المعاني العظيمة التي تبعث فيك الطمأنينة، وتذكر أن هذه الطائرات هي مكتشفات عظيمة، علم الله تعالى الإنسان ما لم يعلم.

ودائما أريدك أن تدفع نفسك الدفع الاجتماعي الإيجابي، أن تشارك الناس في مناسباتهم، لا تنقطع أبدا عن المناسبات، عن الأفراح، عن الأتراح، كن رجلا مقداما، كن مساهما، انضم لأي عمل خيري أو اجتماعي لتبرز من خلاله اجتماعيا وتحسن من تواصلك ونسيجك الاجتماعي.

هذا هو العلاج المطلوب، كن من رواد المساجد، احرص على أن تكون دائما في صلاة الجماعة في الصف الأول، وتصور أنك ربما تكون في يوم ما أو لحظة ما في مكان الإمام.

بهذه الكيفية يتكون عندك -إن شاء الله تعالى- قناعة فكرية ونفسية وسلوكية جديدة، جديدة تماما، تحسن عندك الدافعية، وتحسن عندك تجنب الخوف المرضي.

هذا هو الذي أنصحك به، ولا أراك في حاجة لعلاج دوائي، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات