تخيل القصص والأحداث الحزينة تؤثر سلبا على حياتي، كيف أتفاداها؟

0 205

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة عمري 30 سنة، أتخيل قصصا حزينة، وأحيانا أبكي وأرسم لنفسي وحياتي أسوأ الاحتمالات، مثلا أتخيل أن زوجي يخونني، وأتخيل أنني أتطلق، ونادرا ما أرسم لنفسي قصة سعيدة، فهل هذا الشيء يؤثر على نفسيتي؟ لأنني أستمتع بذلك، وأحاول أغلب الأوقات أن أبعد تفكيري عن السيء، وأفكر بأشياء إيجابية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Asdg حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخيال الإنساني يوجه، ويتم بناؤه وتكوينه حسب الحالة المزاجية للإنسان، وحسبما يتخيره الإنسان من قراءات واطلاعات وتكوين فكري، والحالة المزاجية قطعا تلعب دورا كبيرا جدا فيما يأتي للإنسان من أفكار، والأفكار قد تكون بالفعل خيالية، قد تكون واهية، قد تصل لدرجة أحلام اليقظة.

أعتقد أن الذي تمرين به هو نوع من التطور الطبيعي الذي يحدث في حياة بعض الناس خاصة الفتيات، وتخيلك للقصص الحزينة ربما يكون مؤشرا على وجود شيء من عسر المزاج.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: حاولي أن تحدي من هذا التفكير، أوقفي هذا التفكير، استبدلي هذا التفكير بتفكير آخر، تفكير أطيب، تفكير أكثر تفاؤلا وأكثر إيجابية، ولا بد للإنسان أن يكثر من الاستغفار، وأن يكثر من ذكر الله تعالى في مثل هذه المواقف، هذا مهم جدا، لأن إزاحة الخيال السلبي تكون من خلال الدعاء، ومن خلال الذكر، هذا أود أن ألفت نظرك إليه.

أعتقد أيضا أن طريقة تفكيرك فيها شيء من السنحات أو السمات الوسواسية، وهذه هي أيضا تعالج من خلال تحقير نوعية الفكر الذي يفرض نفسه عليك، واستبداله بفكر مخالف تماما، وهنالك نوع من التمارين السلوكية البسيطة جدا، يمكنك أن تطبقيها وتستفيدي منها.

مثلا حين يسترسل بك فكرك وتأتيك هذه الخيالات خاطبي الفكرة وقولي: (قف قف قف)، كرري ذلك عدة مرات، هذا نوع من التمرين السلوكي البسيط لكنه مفيد جدا، وتمرين آخر هو: أن تقومي مثلا بالضرب على يدك على جسم صلب كالطاولة مثلا وأنت مسترسلة في هذا الفكر، علماء السلوك وجدوا أن إيقاع الألم الجسدي على النفس يطرد الأفكار الوسواسية والتوترية، هذه نوع من الحيل السلوكية البسيطة، يمكنك أن تلجئي إليها.

بخلاف ذلك أريدك أن تكوني إنسانة نشطة، لك آمال، لك طموحات، تضعي برامج حياتية واقعية، وتضعي الأهداف التي توصلك إلى غاياتك، هذا مهم جدا، لا تتركي مجالا للفراغ، أحسني إدارة الوقت، كوني نشطة داخل المنزل، يجب أن تكوني إنسانة فعالة ومفيدة لنفسك ولأسرتك، هذا مهم جدا، وهذا إن شاء الله تعالى يساعدك كثيرا.

التمارين الرياضية وممارسة التمارين الاسترخائية أيضا فيها خير للإنسان، وتروض النفس على الاسترخاء وعلى الإيجابية وطرد الفكر السلبي.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات