هل أصبت من حولي بالعين أم هي مجرد وساوس؟

0 191

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مبارك عليكم شهر رمضان، جعلنا وإياكم من المغفور لهم والمعتوقين من النار.

مشكلتي تتضمن بأنني بدأت ألاحظ على نفسي بأن عيني حارة، بمعنى أني إذا أعجبت بشيء أو لم أعجب به بمجرد أن تقع عيني عليه وأبدي فيه رأيي، يحصل له شيء.

أصابني الإحراج من نفسي كثيرا، ومع كامل ثقتي أن ذكر الله يبطل العين، وأقول -ما شاء الله- للأشياء التي تنال إعجابي، ولكن ماذا أقول للأشياء التي لا تنال إعجابي، وبمجرد أن يقع نظري عليها يحدث لها شيء.

ونتيجة لذلك بدأ الشك يراودني أنني أنا السبب في عدم زواج أخواتي الأكبر مني، وتأخر زواجي أيضا، ولدي مذكرات (دفاتر يوميات) منذ الصغر، بعضها موجود والبعض الآخر تلف أو ضاع، كتبت فيها مميزات أخواتي وعائلتي بشكل عام، فهل يجب عليا إحراق المذكرات حتى تسقط عيني منهم إن كنت قد أصبتهم بغير قصد؟

في رمضان خصصت لهم دعوة أن يعافيهم ربي من عيني إن كنت أصبتهم بها، فهل هذا كاف، أو يجب علي فعل أمر ما؟

حالتي النفسية متعبة جدا، لدرجة أني أكره نفسي كثيرا، وأحس بأني كومة من النحس بسبب عيني.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم معنا، ونسأل الله أن يتولاكم بحفظه، وأن يصلح الحال، والذي ننصح به يكمن في الآتي:
- دواء وعلاج العين من العائن الذي ثبت أنه أصيب بسبب عينه: أن يكثر من الذكر، وقراءة المعوذات، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "العين حق ويحضرها الشيطان وحسد ابن آدم"، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " استعيذوا بالله من العين فإن العين حق رواه الحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع.

- وعلى كل أحد وخاصة من يخشى أنه مبتلى بأن عينه تصيب عليه أن يدعو بالبركة لمن يراه ويعجب بما لديه من خير أو جمال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فإن العين حق.

- لقد أحسنت أنك دعوت لمن تتوقعين أنهم أصيبوا بسبب العين، ولكن هذا لا يكفي، بل لابد للعائن إذا تبين من خلال القراءة بالرقية الشرعية أن أحدا مصاب بعينه، فعلى العائن أن يغتسل ثم يصب ماء الغسل على المعيون.

- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا".

- ومما جاء في السنة أنه: "اغتسل أبي سهل بن الأحنف بالخرار فنزع جبة كانت عليه، وعامر بن ربيعة ينظر، وكان سهل رجلا أبيض حسن الجلد، فقال عامر بن ربيعة: ما رأيت كاليوم ولا جلد عذراء، فوعك سهل مكانه، فاشتد وعكه، فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأخبره أن سهلا وعك، وأنه غير رائح معك يا رسول الله، فأتاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأخبره سهل الذي كان من شأن عامر بن ربيعة فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (علام يقتل أحدكم أخاه ألا بركت إن العين حق توضأ له)، فتوضأ له عامر بن ربيعة فراح سهل مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليس به بأس".

- أما الاحتفاظ بذكريات العائلة مما كتب فلا ننصح بحرقها، وكلما ذكرت أحدا مما حباه الله بخير فادعي له بالبركة، وبإذن الله لن يصابوا بشيء.

ثم إن عملت بما ذكرنا وبقي ما تكشين منه، فأنصح عندئذ بعدم الالتفات لذلك والتوكل على الله تعالى، فلعل ذلك من وسوسة الشيطان الذي يريد أن يحزنك بما يوسوس به لك.

وفقك الله إلى ما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات