هل تناول الأدوية النفسية كثيرا يضر من الناحية العقلية؟

0 124

السؤال

السلام عليكم.

أتعالج عند طبيب نفسي منذ سنوات، وهو يفرط في إعطائي الأدوية، هل الأدوية الكثيرة تضرني من الناحية العقلية؟ وهل الضرر دائم أم مؤقت؟ وما هو الضرر المحتمل؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: شكرا على رسالتك في هذا الموضوع الهام الذي يدور في أذهان كثير من الناس، وهو الاستمرار في العلاجات النفسية لفترة طويلة، أو هل العلاجات النفسية إذا كانت كثيرة تحدث ضررا للإنسان أم لا؟

يا أخي الكريم: معظم العلاجات النفسية الآن هي علاجات آمنة ولا تخلو من آثار جانبية، ولكنها علاجات آمنة وسليمة، أي أنها لا تسبب إدمانا، وليس لها أضرار على مخ الإنسان أو على أعضائه الرئيسية حيث تحدث ضررا كاملا، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: كل طبيب نفسي عندما يتابع مريضه يكون واضعا نصب عينه شيئا، وأول شيء هو زوال الأعراض التي يعاني منها الشخص، يعطى العلاج لكي تزول الأعراض التي يشتكي منها، وثانيا: وجود آثار جانبية للأدوية أم لا، فإذا كان الدواء أدى إلى شفاء وزوال الأعراض فإذا الطبيب ينصحك في الاستمرار فيه، ولكن في حالة حدوث أعراض جانبية فالطبيب النفسي غالبا إما أن يقلل الجرعة، أو يحولك إلى دواء آخر ليس له أعراض نفسية.

فإذا – يا أخي الكريم – الأدوية النفسية ليس لها أضرار على المدى البعيد في مجملها، ولا نقول هذا إطلاقا، ولكن بعض الأدوية قد يكون لها آثار جانبية، الطبيب النفسي يستطيع أن يكتشف هذه الأعراض بالمتابعة اللصيقة، وإما أن يقلل الجرعة أو يستبدل الدواء بأدوية أخرى، ولذلك – يا أخي الكريم – اطمئن، المشكلة تأتي عادة من إهمال الأمراض النفسية وعدم علاجها، هنا يأتي التدهور، حتى يقال إن المرضى النفسيين الذين لا يتلقون علاجات هم أكثر عرضة للأمراض العضوية الأخرى وللحوادث في الحياة.

فثق يا أخي الكريم، وعليك بالمتابعة مع من تثق بهم من الدكاترة، وأنا على يقين بأنهم لم يعطوك إلا الأدوية التي تكون مفيدة لحالتك، ولا تسبب لك أضرارا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات