تنتابني نوبات قلق مصحابة بخوف من الموت.. هل مرضي خطير؟

0 139

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 24 سنة طالب جامعي، مشكلتي تتمثل في أنه تنتابني نوبات تتمثل في زيادة كبيرة في دقات القلب، وخوف واختناق وآلام، وتيبس العضلات والخوف الشديد من الموت، والإحساس به هو والجنون والقلق الدائم، والعزلة.

ذهبت لطبيب عام، فقال لي عندك قولون، ووصف لي دواء قولون دون تحسن، بعدها ذهبت لطبيب نفسي أجريت حصصا أتكلم فيها معه، لم يصف لي دواء، تحسنت نوعا ما، لكن رجعت لي نوبات الخوف الشديد من الموت والأرق الدائم ودوامة الوساوس، أتناول دواء ليزنكسيا حبة في اليوم، شعرت بتحسن قليلا، لكن النوبات تأتيني مصحابة بخوف كبير من الموت وتزيد نبضات قلبي، مع اختناق وقلق وعدم قدرة على التركيز.

أرجوك أفدني بحل، هل مرضي خطير؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل مقيدش حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، نرحب بك في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء، وكل عام وأنتم بخير.

أخي: أنا اطلعت على رسالتك، وحالتك واضحة جدا، وصفك جميل، هذه النوبات التي تأتيك وما تتسم به من تسارع في ضربات القلب ووجود الخوف والاختناق وانشداد العضلات، هذا – أخي الكريم – ناتج من نوبات هرع أتتك، والهرع هو نوع من القلق النفسي الحاد والشديد، والذي تصحبه أعراض مخاوف، وكثيرا ما تتحول هذه الحالات إلى ما يعرف بقلق المخاوف الوسواسي، يعني أن الإنسان يصبح مشغولا بها، تأتيه اجترارات متكررة حولها، وهذا يولد المزيد من القلق والخوف.

أنت قمت بالإجراءات الصحيحة، ذهبت وقابلت الأطباء، وهذا أمر جيد، ويظهر أنك استفدت بصورة جزئية من الإرشاد النفسي، نحن نريد أن تكون الفائدة كاملة، وأنت محتاج بالفعل أن تتناول أحد الأدوية المضادة لنوبات الهرع أو الفزع وقلق المخاوف.

لازناكسا دواء جيد، لكن قد يكون الدواء الأفضل بالنسبة لك هو الذي يعرف علميا باسم (سيرترالين) هذا هو الدواء الأمثل والدواء الأفضل، وأنا أعتقد أنه متوفر في الجزائر، فشاور طبيبك في هذا الدواء، السيرترالين يسمى تجاريا (زولفت)، وأيضا يسمى (لسترال)، ويوجد له بديل هو عقار (زيروكسات)، والذي يسمى تجاريا (ديروكسات) في الجزائر، ويسمى علميا (باروكستين).

الجرعة هي أن تبدأ بنصف حبة من السيرترالين، قوة الحبة هي خمسون مليجراما، يعني نصف الحبة خمسة وعشرين مليجراما، كجرعة بداية، الجرعة التمهيدية تتناولها يوميا لمدة أسبوعين، ثم تجعلها حبة واحدة ليلا – أي خمسين مليجراما – لمدة شهر، ثم تجعلها مائة مليجرام ليلا – أي حبتين – وهذه هي الجرعة العلاجية الصحيحة في حالتك، والتي يجب أن تستمر عليها لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة وانتقل إلى الجرعة الوقائية وهي حبة واحدة ليلا لمدة أربعة أشهر أيضا، ثم اجعل الجرعة حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

والدواء – أخي الكريم – فعال ومفيد جدا وسليم، فائدته الحقيقية تبدأ بعد ستة أسابيع من الاستمرار في تناوله.

الدواء لا يسبب الإدمان، فقط ربما يساعد في زيادة الشهية نحو الطعام لدى بعض الأشخاص، كما أنه بالنسبة للمتزوجين ربما يؤدي إلى تأخر في القذف المنوي عند المعاشرة الزوجية، لكن ليس له أي تبعات سلبية على الصحة الذكورية أو الصحة الإنجابية عند الرجل.

فيا أخي الكريم: الدواء مهم في حالتك، وهو مكمل للعلاج السلوكي والجلسات الإرشادية التي تحدثنا عنها سلفا: تجاهل الأعراض مهم، عدم التنقل بين الأطباء مهم، الاستفادة من الوقت وتجنب الفراغ أيضا مهم، أن توسع نسيجك الاجتماعي، تكثر من التواصل خاصة مع الصالحين من الشباب، هذا مهم جدا، أن تمارس الرياضة، أن تمارس تمارين استرخائية... هذه كلها مكملات علاجية أرجو أن تجعلها منهجا في حياتك، وأنا على ثقة تامة أن ما بك سوف يزول.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات