هل أتوقف عن زيارة أقاربي لتجنب مصافحة النساء؟

0 185

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 20 عاما, التزمت -والحمد لله- منذ بضعة أعوام, ولكن عائلتي -من طرف والدي وطرف والدتي- ليسوا جديين بما فيه الكفاية في الدين, فهم يصلون ويصومون، ولكن لا يسترون بناتهم, ويسمحون لبناتهم مصافحة الأجانب.

المشكلة هنا هو أني الوحيد في هذه العائلة الذي يرى شدة حرمة مصافحة النساء, ولكني -وبحمد الله- استطعت أن أمنع نساء عائلتي من طرف والدتي من مصافحتي, فقد رأوا الأمر غريبا.

عائلة والدي أبعد في الدين من عائلة والدتي, فعند زيارتي لهم آخر مرة, كن بناتهم يمددن أيديهن لي لمصافحتهن, فصافحتهن خوفا من أن ينبذوني ويسمعونني كلاما لا أشتهيه, فإني أرى نفسي منافقا, أعلم أن الله أحق أن أخشاه, ولكن المجتمع الذي أنا فيه يرى التدين أمرا سيئا وقبيحا, فهم يذمون الملتزم وينبذونه, وهذا ما لم أرده عند مصافحتي لبنات عائلة والدي, أقلها حاليا.

علما بأنهم كانوا يعتادون علي بأني غير ملتزم وأصافح النساء بلا مشاكل، فهل ما فعلته نفاق؟ وهل هي أمراض قلوب؟ وماذا عساي أن أفعل مع عائلة ومجتمع كهذا؟ فهم يظلون ينتقدونني في غيابي أمام والدتي ووالدي, حتى وصل الحال إلى أنني أصبحت "شبهة", وأشك بأن أيا من أخوالي وأعمامي سيزوجونني من بناتهم.

هل أتوقف عن زيارتهم لتجنب الوقوع في الحرام؟ ولكني أكون قد قطعت صلة الرحم؟ هل أواجههم وأقول لبناتهم وزوجاتهم لا أريد مصافحتكن؟ إذا كلمتهم في الدين وأفهمتهم بأن مصافحة النساء حرام, سيقولون إني متشدد ويسخرون, وإذا لم أفعل, سيسمعون أهلي كلاما لا أطيق سماعه, وأهلي سيذمونني ويضغطوني وسأغضب منهم وقد نقع في خلافات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما فعلته لا يعتبر نفاقا ولا مرض قلب، بل يصنف في حدود المخالفة التي لا يسلم منها بشر، ويكفي فيها الاستغفار والتوبة منها.

ومشكلتك مع العائلة تحتاج منك إلى صبر وتحمل وتسديد ومقاربة، وتدرج في دعوتهم، وإقناعهم بأن ما تفعله دين واستقامة وليس تشددا.

ولا تستعجل عليهم وادعو الله لهم بالهداية والسداد، وكن قدوة حسنة واجتهد في خدمتهم والإحسان إليهم والتعامل الراقي معهم، وحاول أن تغير الصورة السلبية عندهم حول الملتزمين.

ونوع معهم الأساليب بالحوار والنقاش والإقناع، ولا يكن همك هو إصدار فتاوى التحريم والمنع دون بيان وتوضيح، واحرص على التواصل معهم مع عدم الوقوع في المخالفة الشرعية، وعند وقوعك اضطرارا للمخالفة استغفر الله.

ولا أنصحك بالقطيعة والانطواء عنهم، فهذا يزيد في المشكلة، بل زرهم واصبر على أذيتهم ولا يروا منك أو يسمعوا إلا خيرا فهذا سيكون له أثره أبلغ في نفوسهم.

أتوقع بالتدريج ستنتهي هذه المشكلة معهم، فكثير من الشباب مروا بها في بداية التزامهم وصبروا حتى تجاوزوها.

استعن بالله وادعه بالثبات لك، والهداية لأهلك، أسأل الله لك التوفيق والثبات ولأهلك الهداية والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات