أشعر أن والدي بخيلان لا يكثرون طعامنا! فكيف أنصحهم؟

0 187

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أعاني من مشكلة مع أبي وأمي، وهي تتعلق بالبخل، حيث إنني أشعر أنهما بخيلان في الطعام، أمي مثلا عندما تطبخ لا تكثر من الطعام بحجة أن الإسراف حرام، وأنه إذا زاد شيء من الطبيخ سوف يرمى في النفايات.

المشكلة أنني أحيانا عندما أتناول الطعام لا أكون مرتاحا نفسيا بسبب قلته، وتساؤلاتي هل سيكفينا أم لا، وكثيرا ما أقوم عن السفرة وأنا ما زلت جائعا بسبب قلة الطعام، وأمي تعلم بذلك، ولكنها تكرر نفس الفعل لكي لا يزيد الطعام عن حاجتنا!

أيضا أمي وأبي لا يمتنعان عن تناول بعض الطعام المتعفن، بحجة أن الله سيحاسبهم إذا رموه في الزبالة، وأنها نعمة لا يجوز رميها! ولا يكترثون بما فيه من أضرار! فهل ما يفعله والدي من باب حفظ النعمة أم أنه بخل وجهل؟

علما بأننا -ولله الحمد- أوضعانا المادية جيدة، ولسنا فقراء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المشروع في النفقة سواء في الطعام أو الشراب وغيره هو الوسط، بين الإسراف والتقتير، قال تعالى: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط).

الذي يظهر من السؤال أن هناك تقابلا بين صفاتك، وصفات الوالدين، فهما في طرف وأنت في طرف آخر، وعليه أنصحكما بالتقارب بالموقف من هذه القضية، حاول أن تقنع نفسك بشيء من الاقتصاد والتحمل، ولو من باب التدرب والتربية؛ لأن تعويد النفس على التذمر من الواقع يدفعها إلى عدم القناعة، ويسبب لها إشكالات.

حاول أيضا إقناع الوالدين بشيء من التوسعة على النفس، مع عدم الإسراف، بحيث يكون الطعام كافيا للأسرة، ولا يزيد ولا ينقص، وهذا ممكن ضبطه بالمقادير أثناء الطلب، وفي حالة لو نقص أحيانا تحملوا الأمر، ولو زاد يوزع الزائد على المحتاجين صدقة، أو يحفظ للاستخدام مرة أخرى.

طريق حل الإشكال بينكما هو التفاهم والحوار والإقناع، ومعرفة أن البخل مذموم، وكذا الإسراف مذموم.

وفقكم الله لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات