أسهر لطلب العلم وأسرتي تحذرني من السهر، فما تعليقكم؟

0 255

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

بارك الله فيكم، أنا أسهر من أجل طلب العلم، وأسرتي تحذرني من السهر لما فيه من أضرار، وقد اقترحوا علي أن أستيقظ باكرا عوضا عن السهر، لكني جربت ووجدت نفسي لا أستيقظ إلا بصعوبة بالغة، وإذا استيقظت لا أستطيع أن أحفظ أو أقرأ؛ لأن النوم لا يكاد يفارقني، كما أن رأسي يؤلمني، وأشعر بحاجة شديدة للنوم طول اليوم، ولا أكاد أحفظ أو أقرأ شيئا.

سؤالي: ما هي أضرار السهر؟ وهل من طريقة لتخفيف أضراره؟ وما هي الأطعمة التي تنصحونني أن أزيد في تناولها؟ لأني حتى الأكل لا أحاول أن أكثر منه، وأخشى أن أضر نفسي فيعود الأمر علي بأن لا أقوى على طلب العلم، وخاصة أنني لاحظت أني صرت أتعب بسرعة، أقل مجهود يتعبني.

بوركتم، هل شرب القهوة ومرافقتها لألم في القلب، وفي الجهة اليسرى من الجسم، الذراع والعنق، هل يدل على أني معرضة لمرض القلب؟

نرجو من فضيلكم الإفادة، ونسأل الله أن يجزيكم عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أيتها الفاضلة: حتى يطمئن قلبك، أرجو أن تقومي بإجراء فحوصات طبية عامة، تتأكدين من نسبة الدم لديك، ونسبة السكر، ونسبة الدهنيات، ووظائف الغدة الدرقية، ووظائف الكلى، ووظائف الكبد، ومستوى فيتامين (د)، ومستوى فيتامين (ب12)، هذه فحوصات طبية أساسية، غالبا ما تكون طبيعية، لكن في بعض الحالات قد يكون هناك نقص في الفيتامينات مثلا، هذا يجب أن يعرف حتى يعوض.

فأريدك أن تهتمي بصحتك وتجري هذا الفحص الطبي الأولي، وهذا يجب أن يكرر مرة واحدة كل ستة أشهر، والإنسان حين يراجع طبيبه أو حتى يجري فحوصات دون أن يذهب إلى الطبيب مرة كل ستة أشهر، هذا أمر مطلوب.

بالنسبة لحالتك: قطعا النوم الليلي لا بديل له، واسترخاء العضلات الجسدية، واسترخاء النفس، وحتى الترميم لخلايا الدماغ يكون من خلال النوم الليلي، لأن هناك بعض المواد مثل هرمون النمو وهرمون المليتونين الذي يسهل النوم لا تفرز إلا في أثناء النوم الليلي الصحيح، هذه قواعد يجب أن تفق عليها.

ثالثا: الإنسان لديه ساعة بيولوجية، والذي يرتب ساعته البيولوجية بصورة صحيحة يستطيع أن ينام النوم الصحي.

ما ذكره لك أهلك الكرام هو صحيح، تجنب السهر والاستيقاظ المبكر أفضل، لأن الإنسان حين ينام مبكرا ويستيقظ مبكرا مثلا لأداء صلاة الفجر، هنا يكون في حالة من الهدوء النفسي والاسترخاء الجسدي والاسترخاء العضلي، ويكون الإنسان في أفضل درجات الاستيعاب، هذا أمر معروف.

الأمر يتطلب نوعا من التمرين، ونوعا من الاتباع المتكرر، يعني: لا يمكن من ليلة واحدة أو من ليلتين تنتظم لديك الساعة البيولوجية، لا، تجعلين أولا لنفسك نظام منضبط، يعتمد على:

- تجنب النوم النهاري مطلقا.
- تجنب شرب الشاي أو القهوة بعد الساعة الخامسة مساء، وعدم الإكثار منهما في أثناء النهار.
- ممارسة تمارين رياضية في وقت النهار.
- ممارسة تمارين استرخائية، وقد أشرنا إلى ذلك في استشارة إسلام ويب والتي تحت رقم (1236015).
- وأن يكون الغذاء غذاء متوازنا، يحتوي على شيء من البروتين، وشيء من الدهنيات البسيطة، وشيء من السكريات أو النشويات البسيطة، مع التركيز على الفاكهة، هذه كلها تجدد الطاقات بصورة ممتازة جدا، وتناول معلقة من العسل مثلا، مع زيت الزيتون، أيضا فيها تجديد للطاقات.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: هذه هي المبادئ السليمة للمذاكرة وللحفاظ على الصحة، فالتعب والإجهاد الذي يأتيك بسرعة ناتج من القلق الذي تعانين منه، ناتج من الإجهاد الجسدي، وناتج من أن نومك ليس نوما صحيا.

ويا أيتها الفاضلة الكريمة: لا بد أن توزعي وقتك بالكيفية والصورة التي تتيح لك فعل كل شيء، من حقك أن ترفهي عن نفسك بما هو طيب وجميل، من حقك أن تجلسي مع أسرتك، من حقك أن تتواصلي مع صديقاتك، من حقك أن تخصصي وقتا لعبادتك، هذا كله ممكن، ليس من شروط النجاح أو سبل النجاح أن تنقطعي للمذاكرة، لا، هذا ليس صحيحا، نعم تخصصي لها الوقت الأكبر لكن على الكيفية والطرق التي ذكرتها لك.

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات