ما واجبي تجاه محارمي اللاتي أصبحن يكشفن وجوههن؟

0 242

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحبتي: هنالك سؤال دائما ما يضايقني، ويشغل تفكيري، فلا يخفى على أحد منا أنه مع تقدم الزمان تزداد الفتن ويضعف الناس، وتنتشر المعاصي، وأنا بطبيعة حالي غيور جدا على محارمي، حتى إني أحاول ما استطعت أن أوفر لهم ما يحتاجونه من الخارج، دون أن يضطروا للخروج، ولكن من الأمور التي تضايقني وللأسف أصبحت أراه حتى في أخواتي موضوع كشف الوجه، إلى فترة يسيرة ما كانت امرأة في الأسرة، بل وفي العائلة بأكملها تكشف وجهها، ولكن في الآونة الأخيرة تفشى هذا عند بعض فتيات العائلة.

أعلم أن هنالك خلافا عليه، ولكن ولله الحمد أني أحكم عقلي، وأرى ما في زماننا من فساد وفتن وضعف إيمان، وأن تغطية الوجه سواء الآن أم في وقت آخر هو الواجب فعله، بالإضافة إلى أن كشف الوجه في هذا الزمان عند أغلب الفتيات -ودعوني أتكلم عن من أعرفهم بحكم أن السؤال عنهم- غالبا أو دائما ما يصاحبه تبرج، من روج ومكياج، وما إلى هنالك، سواء كان يسيرا، أم واضحا جدا.

وبما أني أخ، بل وأخ أصغر أيضا لهم فما علي هو النصيحة، وليس لدي سلطة بأن آمرهم بشيء، ولكني لا أعلم هل أكتفي بأن أنصحهن فقط أم أخبر والدي؛ حتى يتخذ هو الإجراء اللازم، لأنهن أمام والدي يتغطين؛ لذا هو لا يعلم، ولكن هنا أخشى أن يقسو والدي، وربما لا يقسو، لا أعلم صراحة؛ لذلك أنا متردد، مع أني أرى أن التأديب حل، ولكن لا بد من نصيحة قبله، أو تذكير للشخص المخطئ.

أنا لا أعلم ما سيفعله والدي، على أي حال ما أطلبه منكم -جزاكم الله خيرا- أن تدلوني على موقف صائب أتخذه، لأني أتضايق جدا جدا عندما يركبن معي ويكشفن وجوههن، وأحاول أن لا أراهم أثناء القيادة حتى لا أتضايق أكثر، والمصيبة أني مع مرور الوقت يقل إنكاري لهذا الأمر، وهذا ما أريد أن أتداركه قبل فوات الأوان.

وهنالك شيء آخر مهم يرجى الإجابة عليه، هل لي في حال أبوا تغطية الوجه -علما بأني للأسف لم أحدثهن بهذا الموضوع حتى الآن، أعلم أنه بشكل عام ليست لي ولاية عليهن- هل لي بعد أن أنصحهم أن أمنعهن بهدوء من ذلك عندما يركبن معي بسيارتي؟

وشيء آخر أريد منكم مشكورين ما تيسر مما تعرفونه من أحاديث صحيحة، وآثار عن من يصبر على فعل الطاعات، وترك المعاصي، خاصة إن كان شابا.

جزاكم الله عن المسلمين خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قدم لهن النصيحة الهادئة بالحوار والإقناع، مبينا لهن آثار ذلك عليهن وعلى دينهن، وكن لطيفا في النصح والاقناع، وتحبب إليهن حتى يكون لكلامك أثر عليهن، ولا تستخدم أسلوب الأمر والنهي معهن، واستمر على ذلك فترة؛ فإن وجدت استجابة وإلا فأبلغ والدك ليقوم بنصحهن، وإقناعهن بالتي هي أحسن؛ لأن الشدة منك أو منه غير مفيدة (ماكان الرفق في شيء إلا زانه).

ولأن الامر والنهي يمكن ينفذ أمامكم، ولا ينفذ عند غيابكم، فعليكم بالإقناع وربط ذلك بالمراقبة لله سبحانه، وأنه مطلع على العبد، وبيان أجر من أطاعه سبحانه، وجزاء من عصاه.

أما ما طلبت من أحاديث فعليك بالاطلاع على كتاب صحيح الترهيب والترغيب للشيخ الألباني؛ ففيه ما تريد من أحاديث في ثواب كل طاعة على حدة، وإثم من تركها، في أبواب متنوعة.

وفقك الله ونفع بك.

مواد ذات صلة

الاستشارات